بعد المحادثة ، خرج أولمايت بصحبة مساعده الأيمن نايت آي الذي كان ينتظره بالخارج
قبل أن يغلق الباب لمح ميدوريا نظرات احتقار منه واستغرب نظراته هذه
رافق ايزاوا ميدوريا على مضض نحو قاعة الطعام ليقابل أصدقائه
وبينما يمشيان في هدوء عبر الرواق الفارغ من الحرس وذي البدلات السوداء ايزاوا نطق فجأة :
" اسمع يا فتى ، أنا لا أحتمل وجودك ولم أوافق إطلاقاً الزعيم في قراره بإحضارك وتعليمك
وعلى عكس البقية أنا لا أظنك تستحق المكانة التي ينوي الزعيم إعطائها لك
لهذا دعني أقول لك مبكراً لتكون مستعداً ، أنا سأنتظر أي خطأٍ منك أي عذر حتى أطردك من هنا لتعود لحياتك عديمة القيمة "
أدرك ميدوريا من نبرة ايزاوا الصارمة مدى عزمه على فعل ما يقول
" إذا كان هذا لا يعجبك فتحلى ببعض الجرأة واعترض عند زعيمك بدلاً من استعمال جرأتك هذه في تهديد فتى في الثامنة عشر من عمره "
قال ميدوريا بنبرة هادئة ليرد الآخر ببرود :
" أنا أخبرته برأيي وأخبرته بما أنوي فعله لكنه كان ثابتاً على رأيه "
" إذا هذه مشكلة زعيمك وليست مشكلتي الخاصة لتهديدي "
" أصبحت مشكلتك حينما وافقت "
" وافقت من أجل أصدقائي وليس من أجل نفسي "
توقف ايزاوا والتف ليقابل عيني ميدوريا :
" وهذا هو السبب الذي يجعلني أمقتك ، أنت تقدمهم على أي شئ وترفض التفكير بما تريده لنفسك "
" ما أريده هو حمايتهم "
عاود ايزاوا السير نحو قاعة الطعام وبقي صامتاً حتى وصولهما باب القاعة التي سمعوا ضجيجها من بعيد
أردف موجهاً كلامه لميدوريا دون النظر له
" هذه نقطة ضعف كبيرة "
" أدركت هذا في مرحلة ما حينما تورطت مع عصابات المخدرات لكني أدركت كذلك أني أستطيع جعلهم مصدر قوة لي أيضاً "
رد ميدوريا بهدوء وبدون النظر في وجه ايزاوا الذي التفت نحوه وقال قبل أن يبتعد
" هذا ليس كافياً من أجل النجاة في العالم السفلي ، هذه المافيا وليست عراكات الأزقة التافهة التي ترونها يومياً .. "
بعد رحيله تنهد ميدوريا وهو واقف أمام القاعة يسمع ضحكات أصدقائه وأحاديثهم
هل سيكون قادراً على النجاة ؟ هل أصدقائه سيكونون بخير ؟
ما قاله ايزاوا صحيح وهناك فجوة كبيرة بين عالمنا وهذا العالم رغم أنه يملك بالفعل لمحة عنه