كان كالحُلم تماما، كقطعة من الجنة
كان ملمحه ليٌنا وشعره طويلاً تحركه الرياح بنعومة
كان صوته رقيقًا وابتسامته أرقٌ
كانت أول مرة شعرت فيها أنني أود الرسمكنت دائمًا أراه في مكتبة الجامعة
يجلس بهدوء واضعا نظارته الطبية ويقرأ
وحين ينتهي يحمل معه حقيبته ويخرج
لا يلمحني ولا يلمح أحدًا ،كان دائما لوحده.
حتى ذلك اليوم حين قام أحد الأصدقاء بإقامة حفلة بمناسبة التخرج وقام بدعوتي
لم أكن أحبٌ الحفلات لكني ذهبت، لأنني كنت متأكدًا أنه سيكون متواجدًا ،فرغم هدوئه جونغكوك يحب الحفلات ويحب الموسيقى.وكانت أول مرة يحدٌثني بها، حين تلاَقت أعيننا
وابتسمت له ليتقدم يشاركني الشرب
انعزلنا في مكان بعيد عن الصخٌب وكنا صامتين أغلب الوقت ،لكن ذلك كان مريحًا
تعرفنا على بعضنا البعض وأصبحنا رفقاء بعد ذلك
نلتقي بين حين وآخر ،حين نجتمع مع بقية الأصدقاءلم أتجرأ على التعرف عليه أكثر من ذلك
كان منغلقًا على نفسه وفي أحيان كثيرة كان يبتعد بدون سبب ويعود بعد شهر أو أكثر؟ كان دائما يُشعرني بالقلق عليه ،لكن لم أسأله أبدًا ،كان البقيّة ينزعجون من تصرفاته ويتكلمون دائما بالسوء عليه وأنه ليس صديقا جيدًا ،لذا وجدت نفسي أبتعد عنهم مرة واحدة.
لا حاجة لي بأُناس تتحدث عن أصدقائها هكذا
لا حاجة لأُناس تتحدث بالسٌوء عن جونغكوك.
اخترته دائمًا عن الجميع وفضلته عن الكثيرين،
ولم أندم أبدًا على ذلك ولن أفعل ما حييت."فاتنا موعد الحفل"
سمعت صوته الهامس خلفي ،لكني بقيت ساكنًا
كان يجلس ساندا ظهره على عامود الإنارة وأنا أتوسط حضنه مسندًا رأسي على صدره،
شيء لم أتجرٌأ بالحلم به حتى."ألن تسأل حفل ماذا؟"
سألني وحشر رأسه في شعري ليقشعر كامل جسدي
هذا كثير، أنا أشعر بأنني سأَفقد وعيي.
اهتزٌ قلبي كاهتزاز صدره بضحكة مكتومة
وثواني حتى شعرت به يرفع رأسه يضحك عاليًا"أنت حقًا"
نطق وسط ضحكاته الرقيقة لأُغمض عيناي للمرة التي فشلت في عدها"يا تايهيونغ"
لا تنادي باسمي هكذا، أقسم أنني أُهلك"أجل"
قلت بصعوبة بعد صمت كبير مني ،فَلم أستطع
أقسم بأنني أشعر بالخدر في كامل جسدي وبنيرَان لا تُطفئ في صدري ،أنا أشعر بالموت الوَشيك"حمدًا للرب، خِلت أنك بتتَ أبكما حقا"
قال بسخريته المُعتادة وعاد لحشر رأسه في شعري"رائحتُك منعشة"
قال وشعرت بالخدر في نبرة صوته ،كدت ألتفت وأسأله حفل ماذا بعد أن استرجعت وعيِي أخيرا ،لكن رنين هاتفه قاطعني
سكنت في حضنه وشعرت به يخرج هاتفه الذي ضلٌ يرن لثواني حتى شعرت به يُطفئه ويقوم بإعادته لجيبه.
ابتسمت وشعرت به يحتضنني بقوة أكبر لدقائق معدودة ليرخي قبضتاه من على خصري بعد فترة وتنهد طويلاً