12/ رائحة الدماء

23 8 10
                                    


-


" نحن لازلنا بإنتظارك إبنتي ،
لازلنا بإنتظارك لالـيكان "

صوت همس خفيف جعل هيلان تخرج من شرودها وتدير رأسها للخلف بسرعة ظناً منها أن أحد قد همس بأذنها

لكنها قطبت حاجبيها بشك ..
فلم يكن هناك أحد بجوارها

كانت الوحيدة في حديقة المنزل مما جعلها تمسح المكان بأعينها بإستغراب

من الذي همس بأذنها 
بشيء يشبه الإنتظار..! .

صوت خافت ربما كان من وحي خيالها فقط ،
فشرودها هذه الفترة الأخيرة يجعلها تتخيل أشياء لا وجود لها وترى أحلام لا علاقة لها بها

تشعر بعبئ ثقيل على أكتافها لكن لا تعلم مصدره

هي حرصة .. بل وتفعل كل واجباتها تجاه كل شيء ،
تجارتها .. عائلتها.. دولتها ..ومن يخضعون لحكمها أيضاً ، متأكدة من أنها لم تظلم أحد ولم تقصر بواجبها تجاهه .

لذلك إن كان هناك شيء يود القدر أن يريها إياه ..
فذلك سيأتي بوقته ، لا داعي لأن تشد على نفسها كثيراً

أخذت نفساً تزامناً مع شعورها بأحد قادم بإتجاهها
ومن خطواته الرزينة علمت أنه كاسيان

وقف بجانبها بالمثل يضع كلتا يديه في جيب بنطاله
ثم طقطق رقبته بتعب قائلاً بهدوء
" نامجون هنا "

أدارت رأسها له لثانية قبل أن تنظر للخلف حيث سيارة بيضاء تدخل من باب الحديقة لتتوقف بالمنتصف ،
ثوانٍ أخرى ونزل ذو الشعر الأزرق من مقعد السائق يحمل صندوقاً أحمر اللون

متقدماً منها بإبتسامة غمازية كما أطلقت عليها هيلان التي بادلته بالمثل .. بسمة صادقة لا تعطيها إلا لمن
هم مقربين لها

وقف أمامها مباشرة بعناق خفيف لن يعبر به عن شوقه وحبه وإمتنانه

" أستطيع الشعور بنبضات قلبك منتظمة الآن
نامجون "

فصلت العناق معه بصوت ممازح قبل أن تشير بأعينها خلفه للسيارة ، أين كانت ذات الشعر الأحمر الغامق تجلس في المقعد المجاور للسائق

أدار نامجون رأسه وحدق برفيقته يمنحها إبتسامة
ثم عاد ينظر لمن أمامه يعطيها نفس البسمة
" تعلمين .. كل شيء متعلق بالأنثى "

The Curse Of 300 Years حيث تعيش القصص. اكتشف الآن