18/ من أجل طفلتنا

45 9 17
                                    




-




بمكان آخر

الطرف الآخر من الكرة الأرضية

حيث لا تشرق الشمس إلا مرة واحدة في السنة

وسط غابة سوداء عرفت في العالم بأكمله
بمدى خطورتها وتجول الأرواح بداخلها
وكم من بشري مرة من جانبها ولم يعد له أثر

غير أن ضبابها وحده قاتل

كهف صغير مبني بأوراق الأشجار الكثيفة
وبداخله يحتوي على أعشاب وكثب بأشكال مخيفة

حالة رثى ودماء جافة على الجدران
وهناك أحشاء جافة وعظام بشرية هشة مرمية بإهمال
في كل ركن

يتوسط الكهف رجل أجش بنذوب كثيرة بوجهه
وثياب رقيقة تظهر جسده الذي بدى كأن ظهراً
مر عليه

أعينه السوداء كانت مسلطة على الكرة السخرية البيضاء أمامه بترقب ، يراقب كل مشهد دون
أن يرف جفن خائف من أن يفوته شيئاً

كان يبتسم بشر وبإنتصار قبل معرفة النهاية
يتوق للدماء ويتوق للحصول عليها

بعد فشل دام لـثلاث مئة سنة .

لكن في ثانية واحدة تلاشى كل شيء

إختفت إبتسامته وجحضت أعينه وهو يراها تسقط
جثة هامدة بقوة على الأرض أمام سيارتها الحمراء

جن جنونه وتهدجت أنفاسه تتسارع كمن
يرى وحوش الجحيم أمامه

" لا لا لا لا .. لا يكمن ذلك ..لا يمكن
واللعنة لا يمكنها الموت "

علت صرخاته في الكهف يمسك رأسه بيديه
وأعينه لازالت متسلطة على الكرة السحرية

فقد عقله حرفياً وأخذ يرمي بكل شيء
أمامه يصرخ بأعلى صوت

صرخة جعلت الطيور المخيفة التي تسكن الغابة
تطير بعيداً

لقد كانت أمله الوحيد للخروج من هذه الغابة الملعونة
والوصول لما كان يخطط له منذ مايزيد عن ثلاث قرون

بعد أن تم نفيه لهذا المكان ملعوناً
إن وطئت أقدامه خارج الغابة سيتحول رماداً

جزاء ما إقترفه من خطأ لن تغفر عنه سيلين ..
ألى وهو الطمع

لكنه ولحد الآن لازال يطمح للحصول على مبتغاه
غير مكترثاً للعواقب

The Curse Of 300 Years حيث تعيش القصص. اكتشف الآن