2

110 17 3
                                    

.
.

أعتقد أنكم تشعرون بالضياع، بين الأحداث المتشابكة والوجوه الغامضة. ربما تظنون أنكم تعرفون القصة، لكن في الواقع، ما تعرفونه ليس سوى القشور. الحقيقة أعمق وأشد تعقيدًا مما تظنون، ودوري هنا أن أكشف لكم الأسرار، لأرشدكم عبر هذا العالم المليء بالظلال والنيران.

أنا ألفانيا، تلك التي لا تنحني أمام الطغاة ولا تتراجع أمام التحديات. قد تعتقدون أنني مجرد طبيبة، لكنني أكثر من ذلك بكثير. سأروي لكم قصتي، قصتنا أنا وجيون. ستكتشفون كيف يمكن للعداوة أن تكون أشد من الحب، وكيف يمكن للنار أن تشتعل في قلب الجليد.
لا تحكموا على الأمور بسرعة، فأنا هنا لأكشف لكم الحقيقة كاملة، بكل ما تحمله من ألم وجمال. تابعوا معي، وسأريكم ما وراء الظلال

---

"كنتُ دومًا الفتاة التي تُراقب من الظلال
بينما كانت أختي، تلك التي لطالما فضلها الجميع، تتلألأ في ضوء العالم، كنتُ أنا الجمر الذي يحترق بصمت. العائلة؟ كانت ساحة معركة. ليس فقط بيني وبينهم، بل حتى بيني وبين نفسي. كانوا يرونني الفتاة الضعيفة، غير المرغوبة. ربما كانوا على حق، في تلك الأيام. 

جيون... كان هو النجم في سمائهم. خطيب أختي، الفارس الذي وقف إلى جانبها بينما كنتُ أنا أُدفع إلى الظلال. شاهدتُ كل شيء، حتى تلك اللحظات التي كان يقف فيها بلا حراك بينما يُعاملني أبي بقبضة من حديد. كانوا يرونني ضعيفة، وأنا صدّقتهم. لكن تلك الأيام ذهبت، أو على الأقل، هكذا أحب أن أصدق. 

لا أحد يعلم لماذا انتهت خطبة جيون وأختي. حتى أنا لم أكن أعرف، أو ربما لم أهتم حينها. كل ما كان يهمني هو أن أكون قوية، أن أُخرج نفسي من تلك الظلال. تلك الصراعات التي خضتها مع نفسي، مع عائلتي، مع العالم... كلها كانت تُشعل فيَّ نارًا جديدة. 

اليوم، لستُ تلك الفتاة الضعيفة بعد الآن. اليوم، أنا ألفانيا، الطبيبة العسكرية التي لا تخشى شيئًا. أو هكذا أُظهر للجميع. لكن في أعماقي، أعلم أن تلك النيران القديمة ما زالت مشتعلة، وأن الماضي لم يُدفن بالكامل

**"لكن الحقيقة؟** 
الحقيقة أنني لم آتِ إلى هذا المعسكر لأداء واجبي فقط. لم يكن هدفي الوحيد هو علاج الجنود وإنقاذ الأرواح. كنت أبحث عن شيء آخر، شيء أعمق. كنت أبحث عن ذلك الشعور الذي غمرني عندما وقفت أمام جيون آخر مرة، قبل خمس سنوات. ذلك الشعور الذي جعلني أرى نفسي صغيرة، ضعيفة، لا تملك شيئًا سوى الألم. 

في تلك الأيام، كان جيون هو القوة المطلقة، الفارس الذي يتفاخر به الجميع. بينما كنتُ أنا... كنتُ الفتاة التي لم يلتفت إليها أحد، مجرد ظل يتراقص خلف الأضواء. لم يكن يرى فيّ شيئًا يُذكر. لم يكن يراني أصلاً. وها أنا الآن، بعد كل هذه السنوات، أعود إلى معسكره. لكنني لست نفس الفتاة التي عرفها. 

Τнє Тyrannιcal мanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن