08

16 2 0
                                    

.
.
.
.
.
.
.
.
.

في صباح اليوم التالي

استيقظت على صوت خطوات جيون الحازمة داخل الخيمة. كان واقفًا بجانب السرير، ينظر إليّ بجمود، وكأن شيئًا لم يتغير رغم كل ما مررنا به. لم يظهر أي مظهر من مظاهر العاطفة، كما لو أنني مجرد قطعة شطرنج في ميدان معركته، لكنه لم يسمح لأحد بأن يقربني أو حتى يعرض علي المساعدة.

اقترب ببطء، وصوته البارد يخترق الصمت

"هل بإمكانك النهوض؟"

لم يكن سؤاله اهتمامًا بقدر ما كان أمرًا يتوقع تنفيذه. شعرت بثقل الألم في ساقي، لكنني أجبت بثبات: "سأحاول."

عندما بدأت أتحرك، امتدت يده فجأة وأمسكتني، شدّني بلطف قاسٍ، وكأنه يُقيدني في إطار سلطته. لم أستطع تفسير صمته الحازم ونظراته القاسية، لكن داخلي كان يعلم أن قسوته هذه كانت بطريقتها الوحيدة تعبيرًا عن مشاعر لم أكن أفهمها بعد.

شدني جيون بقوة أكبر، كما لو أنني مجرد امتداد لسيطرته الصارمة، غير مسموح لي بالانهيار. كانت نظرته حادة، قاسية، وكأنه يتحدى ضعفي ليبقى مخفيًا تحت سطوة قبضته الحديدية. حاولت أن أبعد نظري عنه، لكن قبضته ووجوده كانا يحدان من مساحة تنفسي.

ببرود قال: "من اليوم، أنت تحت حمايتي الكاملة. لن يُسمح لأحد بالاقتراب منك أو حتى السؤال عنك دون إذني. هل تفهمين؟"

لم أجد إجابة، بل لم أكن واثقة مما كان يجول في ذهنه، تلك المسافة بيننا كانت مليئة بغموض مشاعره المكتومة. لكنه، مع كل قسوته هذه، لم يترك مجالًا للشك بأنه يحميني بطريقته الخاصة، حتى ولو لم أرَ في سلوكه سوى تملك مطلق يتعارض مع أي حرية كنت أملكها.

ترك يده تنسحب ببطء، وكأن كل شيء تحت سيطرته الدقيقة، ثم أكمل: "ستبقين هنا حتى يُشفى جرحك بالكامل. وأي محاولة للتمرد… لن أتسامح معها."

جيون ابتعد خطوة، ثم التفت برأسه نصف التفاتة، يُراقبني بعينين لا تحملان أي شفقة أو تردد، وكأنه يقول لي بصمته إنه لن يتراجع عمّا قرره. كنت أعرف أنني لم أعد مجرد جندية، ولا حتى مجرد طبيبة في فريقه. تحت تلك النظرة القاسية، أصبحت شيئًا آخر؛ شيئًا يخصّه بالكامل.

قال بصوت خافت ومتحكم، كأنه يمنع نفسه من أن يُظهر أية بادرة اهتمام: "من الآن، كل خطوة تأخذينها، كل نفس تتنفسينه… سيظل تحت نظري. لن تبتعدي عن غرفتي، ولن تتجرأي على مغادرتها دون إذن صريح مني."

Τнє Тyrannιcal мanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن