الفصل السادس

277 23 2
                                    

الفصل السادس

"ما الذي تفعله هنا؟" سألته وأنا أقف بأناقة من على المقعد دون أن أتحرك من مكاني. حاولت أن أبدو هادئة قدر الإمكان، لكن عيناه كانتا تخترقان روحي المكسورة، شعرت وكأنني مكشوفة وضعيفة.

"لماذا كذبت بشأن هويتك؟" قال وهو يقترب مني.

لم أستطع تصديق ما يقوله. هل يتهمني حقًا بالكذب حول من أكون؟

"أنت لم تسأل حتى عن اسمي"، أجبته. "أنت فقط افترضت أنني مجرد خادمة ما."

كان يبدو غاضبًا، وهززت رأسي بعدم تصديق..وغد.

"لماذا لم تصححي لي؟" قال بصوت حاد.

"لم يكن يهم"، قلت وأنا أسير نحو زهور الجليد الصغيرة. "كنت قد اتخذت قرارك بالرفض بالفعل."

بسببه، لم تتمكن زهور الجليد من النمو مثل زهور الربيع السعيدة. بل اضطروا إلى المعاناة في الشتاء. لم أرَ الربيع منذ وقت طويل. أتساءل كيف سيكون شعور الشمس على بشرتي.

"انظري، لقد فعلت الكثير من الأمور السيئة في حياتي..." رفعت يدي وقاطعته في منتصف جملته.

لم أكن أرغب في سماع تبريراته، في الواقع لم أكن أرغب في التعامل مع هذا الآن. كل ما أردته هو السلام.

"يجب أن أذهب الآن." أخبرته وأنا أدير وجهي نحوه. "لدي مملكة لأديرها غدًا."

"ليس لدي وقت لهذا الهراء." قلت وأنا أمر بجانبه دون أن أنظر خلفي.

لم أكن مستعدة للحديث معه.

---

**من منظور رافاييل**

نظر رافاييل إلى رفيقته وهي تمر بجانبه، بالكاد بدت متأثرة بوجوده. لم يستطع تصديق مدى تغيرها. لو كانت تعلم فقط السبب وراء رفضه لها. لم يكن يومًا جيدًا بما يكفي لحماية من يحبهم. الشيء الوحيد الذي كان يجيده هو إيذاءهم.

كان يعلم أنه إذا لم يرفضها، فستتعرض للأذى. وجود رفيقات ضعيفات غير مقاتلات كان ممنوعًا في قطيعه منذ وفاة والدته.

كان والده أحد أقوى القادة في زمانه، ومع ذلك لم يستطع حماية والدته من هجمات الأعداء. كانت والدته ذئبة عادية من قطيع آخر. وقعت في حب والده من النظرة الأولى. لم يعرفوا أن سعادتهم ستدوم لفترة قصيرة. بعد ولادة رافاييل، بدأ قطيعهم يعاني من مشاكل مع قطيع القمر الأزرق، وكانوا السبب في وفاة والدته.

غضب رافاييل من رؤية رفيقته تبتسم وتحييهم بذراعين مفتوحتين.

كان والده قاسيًا معه منذ ذلك الحين. كان يدربه كل يوم بغض النظر عن الظروف. أصبح والده باردًا ومنعزلًا عنه.

كان رافاييل يعلم أنه لو كانت والدته تعرف كيف تدافع عن نفسها عندما لم يكن والده موجودًا، لربما كانت على قيد الحياة الآن. كان والده سيحبه. منذ اليوم الذي توفيت فيه والدته، علم رافاييل أنه لن يأخذ شريكة بشرية أو ذئبة عادية أبدًا. كان يعلم أنه لن يتمكن من حماية رفيقته مثلما لم يستطع والده حماية والدته. لم يكن ليخاطر بحياة رفيقته وهي معه.

ومع ذلك في اول يوم التقاها، ولشعوره بالذنب خرج للبحث عنها .ولكن غادر الملك ورفيقته يومها.

---

**ذكريات الماضي**

نظر رافاييل إلى أحد الطهاة الملكيين الذي بدا خائفًا منه. لم يكن يلوم الطاهي على خوفه؛ لم تكن سمعته جيدة.

"هل جلبت الصور للفتاة الخادمةالتي طلبتها؟" قال رافاييل.

أخبره الطاهي أن الفتاة الوحيدة التي كانت تعمل كخادمة بجانب الملك والملكة وكانت تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا تدعى ديستني. طلب رافاييل من الطاهي أن يجلب الصور للتأكد مما إذا كانت هي رفيقته التي يتحدث عنها.

أخرج الطاهي بعض الصور من جيبه وسلمها له. أمسك رافاييل بالصور، ونظر إلى الفتاة في الصور. لم تكن تبدو مثل رفيقته على الإطلاق. كان شعر الفتاة أحمر، بينما كان شعر رفيقته بنيًا غامقًا تقريبًا أسود.

"هذه ليست الفتاة التي أبحث عنها!" صاح رافاييل وهو يضغط على الصور بيده حتى تقطعت بين أصابعه.

"ه-هذه الفتاة الوحيدة التي جاءت مع الملك والملكة، لا يوجد أحد آخر." قال الطاهي بخوف.

شعر رافاييل بأن عالمه ينهار من حوله. كان عليه على الأقل أن يسأل عن اسمها قبل أن يرفضها. كل ما أراده هو حمايتها من نفسه ومن أعدائه. الآن لا يعرف ماذا يمكن أن تكون تفعل، أو إذا كانت قد تعرضت للأذى. أراد أن يتأكد من أنها لم تصب بأذى على يد أي مخلوق. الآن لم يستطع أحد أن يعرف عن الفتاة التي جاءت مع الملك والملكة، والتي كانت رفيقته.

---

**انتهت ذكريات الماضي**

لم يكن رافاييل يعلم أنه رفض ملكته. كان يعرف أن ما فعله بها لا يمكن غفرانه، واستغرق وقتًا طويلاً حتى يدرك ذلك. كان يعلم أن طلبها لتكون رفيقته مرة أخرى سيجعله يبدو كما لو كان يريدها فقط من أجل التاج. لكن في الحقيقة، كان يرغب فيها بشدة.

كان رافاييل دائمًا يعلم أنه إذا رأى رفيقته مرة أخرى، سيطلب منها العودة إليه. كان مستعدًا حتى للتوسل إليها.

الآن، تعقدت الأمور أكثر. لقد طلب من ماديسون الزواج منه. كانت صديقته المقربة منذ الطفولة. كانت دائمًا هناك من أجله عندما احتاج إلى شخص ما. كانت واحدة من أفضل المحاربات الإناث في القطيع بأكمله. ماديسون كانت معه طوال حياته. تواعدا طوال فترة المدرسة الثانوية، لكنه كان يعلم أنه لم يحبها أبدًا. لم يكن بإمكانه حبها، لأن ماديسون لم تكن رفيقته.

كان يعلم أن ماديسون لم تحبه أبدًا حقًا، لأنهما لم يكونا رفيقين مقدرين. لكنهما كانا على ما يرام مع ذلك. السبب الوحيد الذي جعله يطلب الزواج منها هو أن القطيع بحاجة إلى لونا، ولكن الآن لم يكن متأكدًا من أنه سيمضي قدمًا في الزواج منها.

الآن، رفيقته لا تريد سماع أي شيء يقوله. لم يكن ليلومها. كان أحمق يوم التقاها. لم تكن حتى تبدو مستعدة للاستماع إليه. لكنه اتخذ قراره، سيقاتل من أجل كسب رضاها وقلبها، سواء أرادت ذلك أم لا.

Queen Aphroditeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن