الفصل الثاني عشر

220 16 1
                                    


نظرت إلى نفسي في المرآة، محاولةً الاستعداد لجنازة بيلين. لا أستطيع تصديق أنها رحلت.

كل شيء حدث فجأة.

لم أستطع إلا أن أشعر وكأن بيلين موجودة بجانبي. كنت أظن أنها ستكون موجودة دائماً، وأن شيئاً لن يحدث لها.

كنت مخطئة، مخطئة جداً.

الموت يمكن أن يصل الي أي شخص، سواء كان خالداً أم لا. بدأت أدرك ذلك الآن. لا أستطيع إلا أن أضحك وأبكي على الأوقات الجميلة التي قضيناها معاً، وعلى الأحاديث التي دارت بيننا عن الرفض وكيف كانت تساعدني في تخفيف الألم.

**فلاش باك**

كان ألم الرفض يتفاقم، وشعرت كما لو أن قلبي يتكسر. صرختي انفجرت من أعماق حلقي.

"أفروديت!" شعرت ببيلين تحاول تهدئتي. جلست من على سريري، بينما كانت الثلوج والرعد والمطر يتساقط كالشلال.

"لا أستطيع تحمل هذا بعد الآن." قلت وأنا أمسك بشعري. "لا أريد أن أكون في هذا العالم بعد الآن!"

نهضت من سريري، وبدأت في ضرب الجدار.

"أفروديت كفى!" قالت بقلق.

نظرت إلى المرآة، لم أستطع تجاوز كيف أنني بشعة. هذا هو السبب في أنه لم يرغب بي. ضربت المرآة بقبضتي، وبدأ معصمي ينزف.

بيلين احتضنتني، محاولةً تهدئتي.

"لا أفهم ما هو الخطأ بي." قلت باكية. "لقد اختار امرأة أخرى بدوني دون أن يفكر مرة ثانية!"

"عزيزتي." قالت. "هناك أشخاص في هذا العالم لن يدركوا أبداً أنهم بادلوا الماس الثمين بحجر رخيص."

نظرت إلى بيلين.

"ساعديني على التخلص من هذا الألم!" توسلت.

"يجب أن يبدأ الأمر منك." قالت، والدموع تتساقط من عينيها. "عليك أن تبدأي في حب نفسك."

"لا أستطيع حب نفسي." قلت. "أنظري إلي، أنا بشعة."

"هذا ليس صحيحاً." قالت. "أنتِ جميلة كثيرا، أنتِ عاطفية، محبة، كريمة، وهذا أهم من أن يكون لديك أفضل جسم أو وجه جميل."

نظرت إليها.

"ثقي بي." قالت. "سوف يندم يوماً على كسر قلبك."

"شكراً جزيلاً لكِ بيلين على كونك هنا من أجلي." قلت باكية.

"سأكون دائماً هنا من أجلكِ متى احتجتِ إلي." قالت وهي تعانقني.

لو فقط كان الأمر صحيحاً. بيلين رفعتني عندما كنت في أسوأ حالاتي. كانت حقاً إنسانة طيبة، رقيقة، وكريمة، وهذا ما جعلها جميلة.

"هل أنتِ جاهزة؟" قال أكسل وهو يرتدي بدلة سوداء. كانت عينيه تبدو متورمة وكأنه للتو توقف عن البكاء.

أومأت برأسي. بدأت الدموع تخنق عينيّ قبل أن تبدأ المراسم. طلبت جنازة خاصة لبيلين، لا أريد غرباء لم يعرفوها أن يكونوا هناك.

ستُقام جنازتها في القصر التي نادراً ما تُستخدم لأن العائلة الملكية لها الحق في ذلك فقط.

دخلت ورأيت والدي، والدتي، كارلي، زوجها، بقية اعضاء المحكمة الملكية. رأيت أخت بيلين وذهبت لتحيتها.

ثم لاحظت تابوت بيلين. اقتربت منه، وخرجت اه من شفتيّ.

"أحبكِ يا بيلين."

"أنا آسف لما حدث." قال احد الحضور.

كل ما استطعت فعله هو الإيماء. نظرت إلى الوراء ورأيت أكسل يحاول تجفيف دموعه بمنديله.

بدأت المراسم، وتحدثنا عن كيف أن روحها في سلام الآن. لم تكن بيلين حقاً في سلام في هذه الأرض.

بدأت عيوني تدمع شيئا فشيئا. شعرت بالسوء حقاً من أجلها. على الرغم من أنها لن تعترف أبداً، لكنني كنت أعلم أنها كانت تأمل أن يأتي يوم ويبحث عنها رفيقها.

اثناء ما كنت خارجة رايت رفيقها الذي رفضها ينظر لي كانه يخبرني انها لم تمت

لا يصدق

نظرت له بأحتقار شديد حتي علم الحقيقة المفروغ منها

فقد رفيقنه التي رفضها

تذكرت معاناتها مما جعل الدموع تتساقط من عينيّ.

الآن، رفيقها المزعوم يبكي بسبب وفاتها. لا يحق له البكاء عليها حتي، فهو لا يستحق ذلك.

لا يفهم الناس حقاً ما يملكونه حتى يصبح بعيداً عن متناولهم. وعندما يدركون ذلك، يكون الأوان قد فات.

Queen Aphroditeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن