الفصل 1

83 21 9
                                    

مرحبًا بكم جميعًا.

أود أن أعبر عن سعادتي البالغة بلقائكم هنا اليوم في هذه القصة.

إن وجودكم يظهر دعمكم واهتمامكم بما أقدمه.

♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪

في صباح بارد من أيام الشتاء، كانت الشمس تشرق على القصر الكبير، منيرة تلك الأروقة الفاخرة والجدران المزخرفة. في الطابق العلوي، كان بيتر، البالغ من العمر ثمانية أعوام الآن، يجلس بهدوء في غرفته، محاطًا بالكتب التي كانت تعد عوالمه البديلة، حيث يجد فيها الهروب من واقعه القاسي.

جلس على سريره، يمسك بكتاب عن مغامرات الأبطال الخارقين، يحاول الغوص في الصفحات ليتلاشى شعور الوحدة الذي كان يرافقه. فجأة، سمع صوت خطوات قادمة من الممر. رفع رأسه قليلًا، متوقعًا أن يكون أحد قادماً إليه، ربما جوليا لتوبخه على شيء لم يفعله، أو توني ليعطيه تلك النظرة الباردة التي اعتاد عليها.

لكن الشخص الذي ظهر عند باب غرفته كان توني، والده. وقف توني للحظة، ثم تقدم بخطوات مترددة نحو بيتر. كانت علامات التعب بادية على وجهه، لكن بيتر لم يستطع قراءة أي تعبيرات دافئة.

"صباح الخير يا بيتر." قال توني بصوت رتيب، خالٍ من العاطفة.

رد بيتر بتردد، "صباح الخير، أبي."

تردد للحظة، ثم استجمع شجاعته وقال: "هل يمكنني أن أتحدث معك؟"

نظر توني إلى ابنه، كانت عيناه تبحثان عن شيء في وجه بيتر، لكنه لم يجد ما يبحث عنه. "بالطبع، ماذا تريد؟"

ابتلع بيتر ريقه، محاولاً تنظيم أفكاره. "كنت أفكر... هل يمكنني أن أساعد في تحضيرات عيد ميلاد روز؟ أعني، يمكنني أن... أن أساعدك في شيء، أو... ربما نذهب سويًا لاختيار هدية لها."

صمت توني للحظة، ثم قال بنبرة باردة: "عيد ميلاد روز هو شيء مهم بالنسبة لجوليا، وهي تهتم بكل التفاصيل. لا أعتقد أنك ستكون قادرًا على المساعدة، بيتر. الأفضل أن تترك هذه الأمور للكبار."

لم يكن هذا هو الرد الذي كان يأمل بيتر في سماعه. شعر بالإحباط، لكن لم يكن لديه ما يقوله. "حسنًا، فهمت." أجاب بيتر بصوت منخفض.

استدار توني ليغادر، ثم توقف وقال: "جوليا تعد لكل شيء، لذا سيكون أفضل لو تركت الأمور تسير كما هي."

نظر بيتر إلى والده، محاولاً التماس أي تعبير عاطفي في وجهه، لكن كل ما وجده كان الجمود. "حسنًا، سأفعل."

غادر توني الغرفة، وأغلق الباب خلفه بهدوء. بقي بيتر جالسًا في مكانه، ينظر إلى الباب المغلق. كان يعلم أن والده قد غادر ليس فقط من غرفته، بل من حياته بشكل عام.

أخذ نفسًا عميقًا، ثم عاد إلى كتابه، محاولًا الهروب من العالم الذي كان يشعر فيه بالغربة. لكن هذه المرة، كانت الكلمات على الصفحات مشوشة، غير قادرة على ملء الفراغ الذي كان يتسع في داخله.

حياة بيترWhere stories live. Discover now