الفصل 4

100 19 19
                                    

   مرحبًا بكم جميعًا.

يسغعدني أن ألتقي بكم هنا اليوم في هذه القصة، حضوركم يظهر دعمكم واهتمامكم بما أقدمه.

★★★★★★★★★★★

في صباح يوم العودة، انشغل بيتر بتحضير القصر لاستقبال عائلته. كان ينظف كل زاوية بدقة وكأن حياته تعتمد على ذلك، ويرتب الكتب والأدوات التي استخدمها خلال الأيام الماضية، محاولاً تحويل المكان إلى ما يشبه المنزل من جديد. كان يتمنى أن يعكس هذا الجهد تقديرهم له ويجد فيهم بعض الراحة التي يفتقدها.

عندما وصلت الساعة المنتظرة، توقفت سيارة توني وجوليا وروز أمام القصر الكبير. السماء كانت صافية، والشمس تشرق بقوة، ولكن بيتر شعر ببرودة تسري في عروقه. وقف عند المدخل الكبير، قلبه ينبض بشدة، محاولاً أن يستجمع شجاعته لمواجهة ما سيأتي.

نزل توني من السيارة أولاً، تلاه جوليا وروز. نظراتهم كانت مشحونة بالفضول، ولكن بدون دفء. أسرع بيتر نحوهم مبتسمًا، متمنياً أن يرى لمحة من الرضا في عيونهم.

"أهلاً بكم، أهلاً بعودتكم!" قال بيتر بصوت مليء بالأمل. "لقد افتقدتكم."

ولكن توني توقف لحظة، ناظرًا إلى بيتر بوجه خالٍ من المشاعر. لم يكن هناك أي ابتسامة، بل شعور ثقيل باللا مبالاة.

"مرحبًا، بيتر." قال توني بصوت خافت، يكاد يكون جامدًا. "كيف قضيت الأسبوع؟"

"كان جيدًا، شكرًا. استمتعت ببعض الهوايات الجديدة." حاول بيتر أن يبدو إيجابيًا، ولكنه شعر بثقل الكلمات وهي تخرج من فمه.

جوليا، التي كانت تتجه نحو الباب، لم تبدِ أي اهتمام بما حولها. لم يكن هناك أي تقدير يذكر لما فعله بيتر، بل بدت وكأنها بالكاد تشعر بوجوده.

"حسنًا، دعنا ندخل. لدينا الكثير لفعله." قالت جوليا بنبرة صارمة، لا تخلو من الضجر.

اقتربت روز من بيتر، وعندما رأت وجهه، عانقته بحرارة. كانت روز الصغيرة، رغم عمرها، تحمل في عناقها دفئًا كان بيتر يفتقده بشدة. "بيتر، لقد افتقدتك!" قالت روز بصوت مليء بالبراءة.

احتضنها بيتر بقوة، محاولًا أن يستمد منها بعض القوة في مواجهة البرودة التي شعر بها من والديه. "وأنا أيضًا افتقدتك، روز."

بينما كانت العائلة تتجه نحو الداخل، شعر بيتر بتغيير في الجو. التفاعل الذي كان يتوقعه لم يتحقق؛ لم يكن هناك تقدير لما فعله، بل تجاهل بارد.

جلسوا في غرفة المعيشة الكبيرة، حيث كان توني يحدق في بيتر بنظرة غير متأثرة. حاول بيتر أن يتحدث عن الأشياء التي قام بها، الحفلة التي نظمها، الأنشطة التي اكتشفها، لكنه لم يجد فيهم أي تفاعل.

"لقد رتبت حفلة صغيرة هنا، وكانت رائعة. الجميع استمتعوا بها." قال بيتر محاولًا بث الحماسة في الحديث.

حياة بيترWhere stories live. Discover now