بعد انتهاء اليوم الدراسي التالي، وبينما كانت رانية تستعد للعودة إلى منزلها وترتدي العباية، تقترب منها عهود بابتسامة خفيفة، كانت عهود، رغم برودتها الظاهرة، تحمل في قلبها نوعًا من الفضول حيال رانية، وربما شعرت بنوع من الشفقة أو الرغبة في معرفة المزيد عنها خصوصًا بعد حديث اخيها ثامر عنها ..تقترب عهود بينما تصافحها :"اهلين انا وحده من جيرانكم ، أمي قالت لي إنها حابة تعزمك عندنا بكرا بعد المغرب،تحبين تجين؟بيتنا قريب، بيتنا الي عند المسجد إلي بابه بني بيت ابو ثامر"
رانية كانت متفاجئة قليلاً من الدعوة. لم تكن تتوقع أن يُعرض عليها الزيارة بهذا الشكل، لكنها شعرت أيضًا ببعض الحرج والخوف من الدخول في بيت غريب لأول مره لها هنا،
رانية :ترددت للحظة :"شكرًا، ما أدري إذا كان مناسب..."عهود قاطعتها قائلة: "لا، صدقيني أمي بتكون فرحانة بجيتك وتبغى تتعرف عليك اكثر وهي عارفة إنك لحالك هنا"
شعرت رانية ببعض الارتياح لكلمات عهود
رانية: " ان شاء الله ارد لك خبر بكرًا "ابتسمت عهود وودعتها وخرجت رانية
وهي تسير في الشوارع الضيقة التي بدأت تحفظها
كانت رانية تفكر في حديث عهود ودعوتها،ولكن لم تتسغرب كثيرًا حيث اخبروها الخالات ان من عادة هذه القرية ان يذهبون لمنازل بعضهم دون مناسبات معينة او مشروطة، لتزيد الترابط والالفة بينهم،
كانت تفكر في هذه الأمور بينما تمر بجانب البقالة الصغيرة على الطريق،لاحظت أنها أكثر ازدحامًا من المعتاد، فتذكرت أن الوقت يصادف خروج الطلاب من المدارس،رأت مجموعة من الطلاب والطالبات يتجمعون أمام البقالة، بعضهم يشترون الحلوى والبعض الآخر يتحدثون بصوت عالٍ، اقتربت رانية بخطوات مترددة لتدخل البقالة، وهي تشعر بنظرات الجميع تتوجه نحوها،الشعور بالإحراج بدأ يتسلل إلى قلبها، لكنها مضت قدمًا،عازمة على إنهاء ما جاءت من أجله، وحاولت أن تتجاهل تلك النظرات والهمسات التي كانت تسمعها بوضوحبينما كانت تختار ما تحتاجه من رفوف البقالة، التقطت أذناها حديث الأطفال والطلاب:
"مين ذي البنت؟؟"
"شف شف الجمال!!"
"هذي ما تستحي داخله بين الرجال؟ وحنا نوقف برا لين يطلعون؟"تلك التعليقات جعلتها تشعر بالثقل اكثر،أكملت ما كانت تقوم به بسرعة، وتوجهت نحو الدفع، عازمة على الخروج بأسرع ما يمكن. كانت تشعر بتداخل مشاعر الغربة والخجل شعرت وكأنها تقوم بشيء خاطىء
خرجت بخطوات مسرعة إلى منزلها وهي تفكر بالخطأ الذي ارتكبته دون ان تعلم،لمحت سيارة عمها تقف أمام منزلها لتعقد حاجبيها لم تتوقع قدومه خصوصًا انه لم يهاتفها ..
رانية: " هلا ياعم .. من متى وأنت هنا؟ تفضل ادخل "
فتح العم أبو خالد نافذة السيارة : " هلا ماعليك توي جاي "
أنت تقرأ
بين زهور الجهنمية
Teen Fictionفي عمق الصحراء السعودية، وبين الجبال، عادت رانية إلى بلاد والدها بعد رحيل والدتها، لتجد نفسها وحيدة في قرية صغيرة تتشبث بعاداتها وتقاليدها الصارمة. وسط مجتمع قاسٍ وقواعد تخنق أحلامها الوردية، تجد رانية نفسها محاصرة بالشائعات التي تُنسج حولها، بسبب ا...