17_ صــفعه قويـــه.

146 10 16
                                    

عندما تقفُ برهةً لتتأملَ عظمةَ الخالقِ في خلقهِ، ستجدُ الكثيرَ من الجمالِ الذي لم تراهُ سابقاً، ستجدُ ماحولكَ جميلٌ وحتى أنَّكَ ستجدُ نفسك جميلاً! لن تحتاجَ إلى الزخرفِ بعدها، لأنك وبكل بساطة وجدتَ نفسَكَ تحب الحياة كما خلقها خالقُها، دون زينة ولا تجميل، ولم تحتاجَ إلى المال لتبذرَ هُنا وهناك ومالحياة الدنيا إلا متاع!:
{المالُ والبنونُ زينةُ الحياةِ الدنيا}
{وما الحياةُ الدنيا في الآخرةِ إلا متاع}

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«منزل عزيز العُمراني».

دفع عزيز باب منزلة ثم رمق أمامه بصدمة وهو يري إبنته في حالة لا يثري بها، ركض نحوها ثم أردف بخوف علي حالتها:
_فيروز حببتي إي حصلك مالك ؟؟.

كان يتحدث معها لكن لن تستجيب له، كل التي تفعله هو خروج صوت الخوف وصدرها يعلو ويهبط بقوة، ليردف عزيز هذة المرة بحدة:
_قوليلي مين عمل فكِ كدا ؟؟ وإي وصلك للحالة دي!! وإزاي هدومك عليها طين بالشكل دا.

كانت تحتضن جسدها وهو ينتفض بقوة، وتنظر في اللاشيء وكأنها شاردة تمامًا ولن تدري بما حولها!! كل الذي تتذكره كلمات فارس السامة، التي تعتقدها انها موجهه لها، ليمسكها عزيز ويسحبها خلفة دالفين صوب المرحاض!! أوقفها تحت صنبور المياه تستحم بملابسها المتسخه بالطين، حتي نضفت تمامًا ليغلق الصنبور ويأخذها متجهين صوب غرفتها التي كانت مغلقة منذ عدته أشهر.

تركها علي الفراش صامدة ثم دلف صوب الخارج يحدث دهب بفحيح:
_إدخلي غيري لها هدومها وخليكي جنبها واسيها لحد ما نشوف اخرتها إي؟؟ وانا قاعد برا لحد ما تخلصي لها.

هزت دهب رأسها بنعم لتنفذ أمرهُ بكل طاعة، أما هو جلس علي الأريكة بالخارج ثم اشعل سجار ورقية ليحدث ناريمان:
_شوفي إبنك فين وهاتيه هنا واقفلي الباب ومتخلهوش ينزل الشارع تاني.

ردت علية ناريمان بخوف لانه الان في حالة غضب!! لتقول:
_آدم نايم جوة يا عمي في الأوضة بتاعتك.

نثر عزيز الهواء حولة ثم أردف بغموض:
_كويس متخلهوش ينزل الشارع تاني، يتحبث هنا في الشقه وميخرجش.

ردت علية بنعم بدون اي اعتراض، لتسمع صوت والدته دهب وهي تناديها:
_بت يا ناريمان ياللي متوعي تشوفي يوم عدل في حياتك! فين الأكل سايبني جعانه بقالي يومين.

قُبــلة بِــطعم الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن