بارت (8)..

38 3 0
                                    

سمر : هسي أرجع ليكم لموضوع الخاتم تاني لي الحاجات الغريبة دي كلها بدأت تظهر هسي لي زمن حبوبة ما كان في شي ولا تهديدات ولا غيرو؟؟؟!!
سلمى تعقد حاجبيها وبأكتاف مرفوعة قليلاً : بري الحاجة دي محيرانا كلنا لانو حياتنا كانت أكتر من طبيعية
تسهم سهير ساخرة: تخيلي لو كانت زعيمة عصابة وماف زول بيستجرأ يرفع رأسه 🤣
سلمى : في زول بقول على أمه كدا؟! غايتو الله يهديك ما نصيحة نهااي 🤦‍♀️
سهير : ما لكن ماف تفسير تاني 😂
سمر : والله يا خالتو احتمال ما بعيد... واحتمال كانت عاملة هدنة واتفاقية عدم تعرض 😂
سلمى: عايزات تبقن على أنتن الاتنين وبعلييي

تنحت سمر عنهم قليلاً تذكرت شيئاً عن تلك الحرب، لقد انتهت بنصر عظيم لصالح الكنداكة كم هي عظيمة كيف استطاعت قيادة جيوش جرارة واقتحام إحدى ممالك الروم. ولكن مهلاً لماذا قال وليد أن للقصة بقية؟؟ يبدو أن هذه النهاية جيدة كقصة خيالية تروى للأطفال، فتحت الشات الخاص بوليد. أجل إنها هنا بقية القصة لماذا لم تلحظها من قبل، وكانت رسالة محتواها:

تحت ظل النصر السريع المباغت وطالما أن ملوك مروي لا يزالون يعتمرون تيجان الأسلاف ذات الكوبرا المزدوجة رمزا لسيادتهم على الأرضين مصر وكوش معاً بدا وكأن التاريخ يعيد أمجاد بعانخي وترهاقا، وان المد الكوشي ربما يمكن أن يعيد مصر كلها مجددا. إلا أنه لم يدم طويلاً إذ تمكن الحاكم الروماني لإقليم أسوان بترونيس، والذي حل محل غاليوس من تجميع قواهـ بسرعة فائقة؛ وبالتالي قاد كتائب مكونة من أكثر من إحدى عشر ألف جندي. وقع الصدام الوشيك منتهياً بصد هجوم قوات الكنداكة وإجبارها على التقهقر جنوباً نحو قواعدها.

انسحبت قوات الكنداكة إلى مدينة الدكة عندها وصل سفراء بترونيوس للتحقق حول أسباب الهجوم. الرد كان يتعلق بالأضرار التي لحقت بالكوشيين في الحدود. وبعد ثلاثة أيام شن بترونيوس هجوماً كاسحاً على مدينة الدكة براً وبحراً حيث دارت معركة عنيفة كان النصر فيها حليف بترونيس، واضطرت القوات الكوشية بقيادة الكنداكة للانسحاب جنوباً. لم يتوقف بترونيس عند الدكة، بل واصل هجومه وصولاً إلى مدينة قصر أبريم، والكتائب الرومانية تمكنت من اجتياح مدينة قصر أبريم.

هجوم الكنداكة الثاني كان بعد عامين من هجومها الأول، وقادت الكنداكة بنفسها الهجوم إلا أن قوات الكنداكة تلقت هزيمة ثانية مجددا. لفترة ساد الهدوء، وجرى تبادل المبعوثين. أخبر بترونيوس سفراء الكنداكة أنه لا يملك حق التفاوض باعتباره مجرد حاكم على أسوان وأنه من الأفضل إرسال سفارة مروية لروما نفسها حيث يمكن التفاوض مع الإمبراطور الروماني، إلا أن الإمبراطور كان آنذاك في جزيرة ساموس وهنالك قابل دبلوماسيا مروي.

تمكن الطرفان من عقد اتفاقية جديدة قدم فيها الإمبراطور تنازلات جيدة أرضت مبعوثي الكنداكة. بنود الهدنة التي جرى توقيعها بحضور الإمبراطور أغسطس تضمنت إعادة مدينة قصر إبريم للسيادة الكوشية والتوقف عن تدخل الرومان ضد المملكة الكوشية. أخيراً بإعادة سيطرة مروي على مدينة قصر إبريم فإن القوات الرومانية تمركزت في مواجهتها في إقليم الاثني عشر فرسخاً، وأعادت انتشارها في أسوان
(بالرغم من المرويين خسروا الحرب إلا أن انتصارهم الحقيقي كان أكبر، فقد تمكنوا من استرجاع الوضع الحقيقي في إقليم الحدود والتأكد من سيطرتهم على ولياتهم الشمالية وتأنين عاصمة الإقليم ومدنه في إبريم وفرس وغيرها، كما أنهم أحبطوا أي مساعي رومانية للتقدم جنوباً. إلا أن الكسب الكبير غير المتوقع كان في ازدهار الإقليم الشمالي لمروي إقليم أكين (النوبة السفلى) بشكل غير مسبوق نتيجة للسلم الروماني الذي ظل قائماً. نشطت حركة استيطان المرويين وازدهر التبادل التجاري والثقافي، وشهدت ولاية كوش الشمالية تطوراً وازدهاراً غير عاديين.)

بعد نحو اسبوعين بدأت التجهيزات لرحلة صفراء تحمل في طياتها حماس وتشويق فائقين، اقارب جدد وحياة مجهولة بين خشخشات جريد النخيل والرمال الذهبية.
مُلئ خزان الوقود، وحزمت الحقائب، أُدير محرك السيارة، وانطلقت الرحلة نحو مروي تلك البلاد العريقة، يُشاع أنها المدينة الذهبية فسماءها وأرضها وكل ما تقع عليه العين ذهبي.
تفتح سمر مفكرة الهاتف وتبدأ بالكتابة.. "حقيقي متحمسة شديد للسفرة دي حاسة انها ما حتتكرر يمكن عشان عائلية ودي حاجة نادرة أو يمكن لانه مكان نفسي ازوره من زمان واشوف معالم بلدي السمحة واكتشف اكتر، عموماً عندي احساس إنها ما حتتكرر، دايماً بجيني سؤال لي بلدنا رغم انو بيئاتها ومناخها مختلفين من مكان لمكان ورغم فيها مقومات كتيرة للسياحة... مظلومة؟؟..ولي نحن ما مديين الجانب دا حقه كما ينبغي، وكيف نحن ممكن نطور الجانب دا برانا ويد على يد هل مستحيل ولا بنقدر؟ يارب يجي يوم واشوف السودان أفضل ومزدهر وزي ما قال الشيخ فرح ود تكتوك تبقى مقصد العرب والعجم "

بعد رحلة شاقة في لهيب ذاك النهار واشعة الشمس العمودية، وصلوا مقصدهم أخيراً اخر النهار، قرية ذهبية كما يشاع تغلفها أشجار النخيل الشامخة بين كثبان الرمال الحريرية تداعبها شمس الغروب مودعة.
وفجأة خرج جميع سكان القرية لأستقبال الضيوف وعلى وجهوهم تلك الابتسامات الفاترة يلوحون بأفئدتهم وايديهم، امتزجت ابتسامات من بالسيارة بالتعجب، كان في مقدمة من يستقبلهم نهى ، تبادلوا السلام الحار والدافئ وبدا كأن مهرجان أو حفل زفاف قد أقيم في المكان.. نُحرت الذبائح و امتدت طاولات الولائم وتجلى بهاء الكرم السوداني.
"في حوش حدادي مدادي مقشوش ومرشوش في نصه نيمة كبييرة ونخلتين، السراير مجدعة ونسوان الحلة كلهم اتلموا وبعد انس وتعارف طويل قالت سلمي : والله يا نهى ما عارفة اقول ليك شنو لكن مبسوطين بيكم شديد بالجد تسلموا ولي تعابين كدا والله ماف داعي للكلام دا كلو بجد ماقصرتو
نهى : افوو يا خيتي ده كلام شنو ماف تعب والله.. انتو الماقصرتوا جيتوا وشرفتونا وبسطتونا والديار نورت بيكم وتستاهلوا اكتر من كده.
تدخل مرة كبيرة في السن مالية مركزها تزين المطارق (الشلوخ) خدودها، تتكيء على عكاز،بتسلم علينا، وبتتوجه لي عنقريب كان فاضي شكلو مخصص ليها هي بس وتسألنا.. دحين يا بنياتي انتن بنيات عشة اخيتي؟!.. كر علي يا يمة "وتبكي وتقش الدموع بطرف توبها".. اااه يا حليلك يا النسيمة وحليل أيامنا وياكي ربنا يرحمك ويغفر ليك.. استغفر الله العظيم... عارفين امكم والسرة اختي كانن صحبات شديد والكل يشهد على صحوبيتهن وانا كنت تالتتن، كنا لما نجي نلعب عشة دايماً بتقول انها بتدور تسافر الخرطوم وتكمل تعليمها وتقرأ الجرايد وتعرف حال البلد تفصيلة تفصيلة وتفصل البناطنين عند الترزي وتلبس داك يا الطربوش الأحمر كانت دايماً نفسها تبقى زي الباشوات البنشوفهم من بعيد وعكسها السرة بتقول ترابة قوزنا ما بتفارقها وبتحب حياة أماتنا وتفاصيلها، اما انا فبس كانت عايزة نفضل نلعب مع بعض وما نتفرق "
تزدان الجلسة بالانس والضحكات العفوية وضوء القمر حتى منتصف الليل وتتفرق الجموع كل يهيم إلى فراشه.
في الصباح :
استيقظت سلمى ولم تجد سمر في فراشها
سلمى: سهير سهير شفتي سمر وين؟
سهير : أجي تكون مشت وين في الصباح ده
نهى : أصبحتن كيف ان شاء الله كويسات، البنيات ديل ما جن عليكن
سهير : بري والله وسمر ذاتها ما لاقينها
نهى : بسم الله مشن وين؟
بدأت رحلة البحث في جميع أنحاء القرية رجال ونساء شيبة وشباب.

#وريثة_كوشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن