البارت الرابع

30 31 4
                                    


في الظلام ينسابُ حبٌ غامضٌ
كالسحرِ يَسكُنُ بينَ شِريانٍ ونبضِ
لا يُرى لكنه في القلبِ حاضرٌ
يجتاحُ الروحَ في صمتٍ ودربِ

هو سرٌّ بينَ الهمسِ والخفا
يَكتسي بالأسرارِ في كلِّ لفظِ
كلُ لقاءٍ يحملُ شوقًا خفيًا
يُغطيه الليلُ بوشاحٍ من عجبِ

نحنُ في هذا الحبِ كالظلالِ
نمشي دونَ ضوءٍ أو سبيلٍ نهتدي
لكننا نُدركُ أنَّ هناكَ شيئًا
يجمعنا في هذا الغموضِ الأبدي

********

بينما كاعدة اكلب صفحات الكتاب، حسيت بشخص وكف وراي ودكات كلبي كامت تنسمع . التفتت بسرعة وشفت ... نفس الرجل الغريب اللي قابلته بالليلة السابقة.

"مو كلتلج أن كلما اقتربتِ، زاد الخطر؟" كال الرجل بنبرة جدية.

جمعت شجاعتي وجاوبته: "منو أنت؟ وليش لاحكني ؟ شنو سر هذا الكتاب؟"

الرجل تقدم عليه ببطء وكال: "أني هنا لأحذرج. الطريق اللي تسلكينه بيه هواي مخاطر، لكن إذا قررتي الاستمرار، لازم تكوني جاهزة لتحمل العواقب."

بعدها اختفى الرجل مرة ثانيه ، عافني بحالة من الارتباك والخوف.

بعد ما رجع الهدوء، كعدت وحدي بالمكتبة واني افكر بالكلام اللي كالة الرجل. حسيت أن الخطر قريب، بس فضولي يدفعني للاستمرار.

قررت أن اتبع الإحداثيات اللي لكيتها، حتى لو جان هذا يعني راح اواجه مخاطر ما اعرفها. أخذت نفس عميق، وضميت الورقة والكتاب بجنطتي ، وقررت ارجع للبيت حتى احضر نفسي للمغامرة الجاية.

رجعت للبيت واني محملة بالأفكار والأحاسيس المتضاربة. كعدت بغرفتي وفتحت جنطتي وطلعت الورقة اللي بيها الإحداثيات. كعدت اتأمل بيها لفترة، حاولت اتخيل شنو اللي ممكن اكتشفه هناك. جنت مترددة بين الخوف والفضول، بس بالنهاية قررت ما راح اتراجع.

"لازم أكون مستعدة لأي شي." حجيت لنفسي بصوت خافت.

بدأت احضر جنطتي الصغيرة الي تحتوي على بعض الاشياء الضرورية: ضوة، سجين بالجيب، ماء، وشويه من الاكل. بعد ما جهزت نفسي، باوعت للساعة ولاحظت أن الوقت متأخرًا. بس بقيت مصممة على الخروج من البيت.

تركت رسالة ل امي على الطاولة، كتبتلها ممكن اتأخر بالرجعة للبيت، وما حبيت اذكر تفاصيل أكثر. طلعت من البيت بحذر، احاول ما اطلع صوت . الجو بارد والشارع فارغ تقريبًا، هوة الشيء اللي خلة كلبي يدك بقوة من الخوف والتوتر.

بينما امشي بالشارع المظلم، شعرت بوجود أحد يراقبني، لكن لما التفتت ، ما لكيت أحد. حسيت أن الأمر مو صدفة، واكو شي أو شخص يتابع خطواتي.

اتجهت للموقع المحدد على الورقة باستخدام خريطة بسيطة بتلفوني. جان الموقع بعيد عن وسط المدينة، بمنطقة شبه مهجورة بيها مباني قديمة ومهجورة. لما وصلت ، بدأت احس أن الأمور تأخذ منحى غامض ومخيف أكثر.

ظلال الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن