8- لكن ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون؟

3 0 0
                                    

هذا يُسمى بـ: التوسُّل بالمستقبل، وهو أكبر مغالطة يقع فيها الملحد!
فلسان حال الملحد: سأكفر على أمل أن يَظهر في المستقبل ما يدعم كُفري.
سأكفر من أجل حُجَّة قد تظهر في مستقبلٍ لن أكون فيه!
وهكذا حال ملاحدة ذاك المستقبل سيقعون في نفس المغالطة!
ولن تجد مَن يتفكَّه ويتندَّر بكل هؤلاء مثل المستقبل!
{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: 16].
ليس من العقل في شيءٍ الاحتكام إلى تخميناتٍ وفُروضٍ لمنع تفسير الظاهرة في إطارها الدلالي على الخالق.
أو بمعنًى آخر: ليس من العقل في شيءٍ الاحتكام إلى توهُّمات لمنع تفسير ظهور الكون الذي أتى بهذا الضبط في إطاره الدلالي على المُوجِد الذي أتقن كل شيء.
إنَّ هذا التعطيل هو تعطيل لوظيفة العقل!
وإذا كُنَّا عند هذه المرحلة، ومع هذه المعطيات الساطعة نعاند الإيمان بالخالق، فعند أي مرحلةٍ نُسلِّم له؟
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10].
والآن أيُّها القارئ! احتكِمْ إلى عقلِك:
كون جاء في لحظةٍ بمنتهى الضبط، وبثوابتَ فيزيائية مبهرة بحيث لو اختلَّ ثابت واحد منها بجزء من مليارات مليارات الأجزاء لما ظهر، أليست هذه المقدمة تُثبِت أنَّ: الإيمان الدينيَّ بالخالق أحقُّ وأوْلى من الغرائب التي نسمعها من الملحدين؟
حكِّمْ عقلك!
لا يمكن لشيء منضبط بهذا الضبط كالثوابت الفيزيائية التي بدأ بها كوننا أن تأتي بالصُّدفة.
لا عَلاقة للصُّدفة بهذا الإبهار!

بصائر Where stories live. Discover now