7- لكن ما المانع أن تكون هناك قوانين قبل ظهور كوننا، وهذه القوانين كان لها دور في إيجاد كوننا؟
في البداية: هذا من باب الرَّجْم بالغيب {وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ: 53].
فنتيجةً لكفرهم يُضطرُّون للرجم بالغيب بلا برهان ولا بيِّنة!
ثانيًا: فكرة أن هناك قوانين فيزيائية قبل كوننا، هذه الفكرة علميًّا سخيفة؛ لأنه لا يوجد كلمة "قبل" قبل ظهور كوننا، فهذه الكلمة "قبل" هي كلمة مرتبطة بالزمن، والكون كما قلنا أتى من اللازمن، وبالتالي لا وجود لكلمة "قبل" في العالم المادي الطبيعي.
ثم هل بافتراض الملحد أنَّ هناك قوانينَ قبل عالمنا يكون بهذا قد أجاب عن سؤال: من أين أتى الكون؟
سيبقى السؤال: ما مصدر هذه القوانين؟
مَن الذي قنَّنها؟
مَن الذي أعطاها عملها؟
ما مصدر قانون الجاذبية الذي افترضه بعض الملاحدة سابقًا لكوننا، ما مصدر هذا القانون؟
مَن الذي قنَّنه؟
ثم إن قانون الجاذبية هو توصيف رياضي لحدث معين، وليس هو ذات الحدث.
وللتبسيط: قانون الجاذبية يشرح سبب سقوط الأجسام وحركة الأجسام، لكن لا يُفسر لي مِن أين أتت الأجسام، وبالأحرى هو لم يُوجِد هذه الأجسام!
فقانون الجاذبية لن يُنتج كرة بلياردو، وإنما هو فقط يصف حرَكتها إذا سقطت على الأرض.
فقانون الجاذبية ليس كينونة مستقلة، ليس شيئًا مستقلًّا؛ وإنما هو: وصف لحدث طبيعي!
لكن يأتي الملاحدة ليفترضوا أن وجود قانون الجاذبية يكفي لخَلْق كرة البلياردو، وعصا البلياردو، ولاعب البلياردو؛ هذه سخافة غريبة لتبرير الخرافة!
أيضًا بنفس القياس نقول إنَّ: قوانين الاحتراق الداخلي في موتور السيارة لن تخلُقَ موتور سيارة.
فهل من العقل افتراض أن قوانين الاحتراق الداخلي تكفي لخَلْق: الموتور، وشرارة الاحتراق، والبَنزين، والسائق، والطريق؟
ما أصبح يُفكر الملاحدة بهذه الطريقة إلا لأنهم يواجهون إشكالاتٍ حقيقية مزعجة لن يخرجوا منها إلا بهذه الفَرْضيات الغريبة.
YOU ARE READING
بصائر
Storie breviكتاب بصائر - مشروع فكري في نقد الإلحاد وبيان بعض أدلة صحة الإسلام ل د. هيثم طلعت رابط التحميل https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single_010/ar-basaar.pdf نبذة مختصرة كتاب "بصائر" للملحد ولصاحب الشُّبُهات وللباحث عن الحق ولطالب العلم الشرعي،...