3| خلخال

59 14 137
                                    

أتمنى دعمي عبر التصويت و التعليق بين الفقرات❤

.

"أيمكنك أن لا تتحدثي معي فضلا؟ من يعلم، ربما أجد نفسي على حبل المشنقة في المرة القادمة." تمتمت بغيض ألتفت للجهة المقابلة، كِزيا لم تهتم بكلامي أبدا و واصلت اقترابها مني حتى التصقت بي من الخلف و عانقتني.

"لا يمكنك التخلص مني أو من كلامي، نحن عائلة. و العائلة لا تفترق إلى الممات." قالت و يمكنني التكهن بأنها تضع ابتسامتها المتعجرفة على ثغرها، هي حتما سعيدة لأنها ابنة خالتي و مهما فعلت و أيا كانت المصيبة التي ستقحمني بها لن أستطيع التخلص منها.

"تلك لعنتي الأبدية.." نبست بقلة حيلة أخفض رأسي للأسفل، لا أزال مستاءة أولا من اقتراحها للهرب و ثانيا من مرضنا نحن الثلاثة بسبب ذكرها لروبي! بسببها ساج للآن لم تفق!

"حسنا أنا أعتذر، لم يكن عليّ أن أحشو رأسك بفكرة محرمة." كلماتها كانت صريحة و واضحة، جدية، و بالتالي علمت أنها فعلا نادمة على فعلتها الشنيعة.

"اعتذري أيضا عن قولك أنني أؤمن بالخرافات." هذه المرة الابتسامة المتعجرفة تربعت وجهي أنا، سمعت تأففها الضجر قبل أن تعتذر على ذلك أيضا.

"انظري لساج المسكينة، للآن مريضة.." تمتمت أداعب شعرها البندقي و أبعده عن وجهها، كنا في الخيمة الخاصة بالمرضى مستلقون نحن الثلاثة على ذات الفرشة و لأنني تعيسة حظ فبطبيعة الحال كنت أوسطهم.

"تشعرين بالألم؟" هي سألتني و أنا نفيت قبل أن ألتفت لها و أعانقها في المقابل. "أشعر بالحر فقط، صداع طفيف كذلك." أجبتها و هي أومأت برأسها. "لدي كذلك نفس الأعراض، على ما يبدو أنهم عالجونا خلال غيابنا عن الوعي قبل تفاقم الأعراض علينا."

"حور.." صوتها الخفيض و اللطيف جعلني أبتعد عن كتلة المشاكل و أستقيم بجذعي حتى أقابلها، أقابل الوجه الطفولي الجميل.

رينا كانت تقف على مسافة لا بأس بها تناظرني بعينين جعلتني أقاوم رغبة حشر رأس السخيفة التي قربي بالرمل و أتركها تختنق موتا، رينا حزينة من أجلي! رينا حزينة!

"يا قلبي يا رينا.. لم يكن عليك القدوم، قد تلتقطين عدوى لا سامح الله." نبرتي الطفولية لم أستطع التحكم بها، رؤيتها تقف أمامي تحمل تعبيرا حزينا و متآلفا معي و يديها التي تحمل سلة، علمت من الرائحة الفواحة أنها رائحة غلال، تجعل عيني تدمع من الشعلة الدافئة بقلبي التي أشعلتها غصبا عني. كيف أتحمل ظرافتها أنا!

"أردت الإطمئنان عليك، خفت جدا عندما رأيتهم يحملونكنّ لهنا.." تمتمت تضع السلة على مسافة قريبة منا. التعليمات واضحة، لا أحد يقترب من المرضى فطبيبنا بالكاد يتدبر أمرنا، أستطيع تخيل هلعه عندما وجدنا ثلاثة مرضى.

غَـجَـرِيَّـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن