غَـجَـرِيَّـة

2|روبي

أتمنى دعمي عبر التصويت و التعليق بين الفقرات❤
فضلا ضعوا القصة بمكتباتكم حتى تساعدونني بنشرها أكثر و شكرا❤

.

"و ما الذي ستفعلينه الآن؟" كِزيا سألتني و أنا احتفظت بالإجابة لنفسي، أيا كان ما سأفعله فأنا لن أعلن عليه وسط تجمع مجموعتنا، الأذان مفتوحة و كلها تتوق لحرف واحد يخرج بالخطأ. 

"سنرقص بالطبع." شكرت الرب عندما فهمتني ساج و وقفت من مجلسنا تقدم يدها لي، أنا كنت أقص عليهم مصيبتي. 

"لست مستعدة ساج.." تمتمت عندما لمحت الفتيات اللاتي ترقصن قرب النار، كنّ جاهزات من الألف إلى الياء، من مستحضرات التجميل إلى لباسهم المتألق بالأكسسوارات الرنانة. 

"نحن متأنقات دائما، لا بأس إن رقصنا اليوم دون أن نتجهز. زيادة على لا تنسي أننا تزيّنا أكثر من اللازم في الصباح." غمزت أواخر كلامها تجعل من الابتسامة المحتشمة تتربع على وجهي، نحن فعلا تزيّنا زيادة عن اللزوم. 

عندما استقامت كِزيا أيضا للرقص أنا خضعت لرأيهم و أخذت بيد ساج. اللحن الذي يعزفه كبارنا كان كالعادة، لا يقاوم. أصوات الطبول، الدفوف، النايات و آلة القانون المتناسقة مع بعض كان تحرك في داخلي مشاعر السعادة، شعرت بها تسري في دمي بطريقة جعلت ضغطه أعلى و بالتالي كان قلبي يدق بطريقة أعلى من العادة و على الرغم من أنه يطرق بسرعة و من المفترض بي الشعور بالتعب إلا أنه على نقيض ذلك تماما. أشعر بالراحة، بالحماس. 

خصري تحرك مرة لليسار تماما مع خبطة الطبل، تعرّف جسدي على اللحن في لحظة. يدي ارتفعت بتروّ بحركات ملتوية دقيقة، مرة أخرى خصري ارتفع بقوة لليمين مع الخبطة التي هزت الحصى من شدة قوتها، يدي تلقائيا تحركت لليمين تزامنا مع خصري و بجمالية شعرت بها. 

طرق نانا على الدف مع رفيقاتها، عزف الرجال المسنون على ناي، لعب لاينا على آلة القانون رغم صغر سنها، غناء ماما مع صديقاتها و هنّ يتمايلن على الألحان العذبة، عبث الأطفال، رقصنا نحن الصبايا. هذا كله يبعث فيّ الراحة. 

اللحن لم يعد على إيقاع واحد هادئ كما كان، ابتسامة تبادلتها أنا و الفتيات حولي عندما تفاهمنا خفية عما سنفعله، لازلنا نتمايل مع الألحان، ببطء شديد و تناغم أشد هنّ كوّنا دائرة حولي، دائرة واسعة و بالتالي تركت مساحة فسيحة حولي. 

اللحن عاد هادئا و الناي هذه المرة هو الذي يأخذ الدور الأكبر في هذا الجزء من المعزوفة فعدت لتمييل خصري بحركات هادئة متناسقة اقتبسناها من تمايل الأفعى، ذاك التمايل الذي يكون قبل هجومها عليك، الهدوء ما قبل العاصفة. كلنا كنا نقوم بنفس الحركات.