أجنِحَـة | Wing's

فَـراشـات

الفـراشـات لا تعـيش طـويلاً في مكـان مظـلم

بعيـدًا عن الـزهـور و الشمـس
تمـوت ..

-----

" نحنُ الفتيات مدينات لمساحيقِ التّجميل،
لكلِّ مرةٍ أخفينا بها تورم أعيننا
بعدَ البُكاء،
بقدرِ ما استطاع الكُحل بسودادِه
أنْ يمحو ألوانَ البؤس،
وأنْ يخفي القليل من المورد كدمة خد،
والكثير مِن الصّراخ الدّاخلي الّذي
كان يمزقنا،
نحن مدينات لها ولكلِّ ما أظهرناه
بكاملِ قوانا،
بعد كلِّ معركةٍ خضناها في الحياة "

أنهـت كـلماتهـا تُرجـع خصـلاتهـا السمـراء القصيـرة لخـلف أذنهـا بعـد أن عـدلت أحمـر شفاههـا كـ باقـي وجـهها سابقـًا

أنـزلت المـرآة تعيـدها لـ حقيبتـها تنظـر للصهبـاء بجـوارها ، و التـي كـانت تنظـر لهـا بصـمت بينمـا ترمـش

" آه عـزيزتـي آڤوليـت ، لسـت أعـلم كـيف يستطيـع العـالم مواجهـة جمـالي الفتـّاك ! ، مساكـين "

رددت جُملتهـا المُعتـادة تفتح قفـل هاتفـها على برنامـج الكاميـرا تنظـر لوجههـا دون إلتقـاط الصـور

" آڤـو ، مـا رأيـكِ بمـرافقتـي لأحصـل عـلى وشـم جـديد ؟ ، إنظـري لقـد وقعـت بالحُـب "

إلتفـتت فجـأة نحـو الصهبـاء التـي حـدقت بهـا بلا كلمـة تمـد نحـوها الرسم الـذي أرادتـه تنتحـب عند نطقـها آخـر الكلمـات تكـوب وجنتيهـا بكفيهـا

خصـلاتها السمـراء الداكِـنة القصيـرة غطـت مناطق من كفهـا لتبـدو بصـورة فاتنـة

" بعيـدًا عن كـونكِ تقعـين بـ حُب جميـع الوشـوم الصغـيرة ، هـل ستتجـرأين أنتِ ' ليـلَك دِينيـس ' على وضـع وشـم أو حتى الإقتـراب من المحـل حتـى ؟ "

بسـخريـة واضحـة في نبرتهـا أخيـرًا نطقـت الصهباء ، زمّـت ليـلك شفاههـا بـعدم إعجـاب و عبـوس تومـئ

" تنقصنـي الشجـاعة حقـًا ، آه يا إلهـي ، ليشهـد الزمـن أن ليـلك دينيس ، الحـاصلـة على لقـب أسـوء فتـاة فيـكِ أيتـه المجـرّة ، تخـاف الحصـول على وشـم "

كتمـت آڤـوليـت ضحكـتها بقبضـة يدهـا تتابـع درامـا ليلك اليوميـة حيـن وضعـت رأسهـا على الطـاولة كأن أطيـاف سوداء لأشباح صغيـرة تحـلق فوق دماغهـا ، على ما يبـدو لم تنتهـي بعد

" تبـًا !! ، هـل كـان عليهـم جعـل الأمـر يحصـل بالإبـر ؟ ، لما لا يـراعون وجـود أُنـاس مثـلي علاقتهـم متوتـرة مع الإبـر ؟ ، هـذا ليـس عدلاً "

رفعـت ليـلك رأسهـا فجـاة تقتل الأشبـاح الصغـيرة المسكينـة بينما تـرفع سبابتـها كأنهـا توبـخ الخيـال ، مما جعـل آڤـوليـت تثنـي شفتيـها تكتم ضحكتهـا بعـد فشـلها بإخفـاءها بقبضتها

" هـوني عليـكِ عـزيزتي ، لا تنـسي أن العـبوس يسـبب التجـاعيد المُبكـرة للوجـه , و أنتِ لا تـريدين الحصـول عليها أوليـس ؟ "

إتسعـت حـدقة عيـنيها بـإستيعـاب و إستـدراك ، و يدها إمتـدت لحقيبتهـا تسحـب المـرآة تنظـر لملامحهـا تتفقـد وجهها

لـم تنـدثـر إبتسـامة آڤوليـت الواسعـة ، فقط هي سحـبت قطعـة من حلـوى الفـراولة تمـدها ناحيـة ليـلك و تـركت حليب الفـراولة لها

أكمـلت ليلـك موجـة تذمـرها بينما تمضـغ قطعـة الحـلوى و آڤـوليت تستمع بصـبر
فـ فالنهايـة ما هي فـائدة الأصدقـاء ؟

لـم تكن علاقتهمـا بالجـديدة ! ، صديقات مـنذ كـانتا في عامهمـا الأول في الإبتدائـي
و الآن و بعد مـرور ثلاث عشـر عام على هـذا
و في عامهمـا الأول في الجامعـة

ليلك دينيس ، عُرفت دومـًا بالفتـاة المغـرورة المُتكبـرة الجـريئة ، صاحبـة الرأي الجـريء و التصـرفات الجريئة كذلك ، مما منحهـا لقب الفتـاة السيئـة

عكـس آڤـوليت ، و التـي كـانت عبارة عـن قطعـة حلوى متنقـلة ، لطيفـة خجـولة ، خفيفـة الظـل الهـادئة ، بدت النقيض لـ صديقتها بكـل شيء

و هذا ما يجعل الجميع يستغرب علاقتهن ! ، أي أقصـد ، عالم ليلك المليء بـ الحفلات و السباقات و الأمور السيئة غير القانونية ، و عالم آڤوليت ذو ألوان قوس المطر الزاهيّة و الأزهار ذات الرائحـة الذكيّـة

لكن ، هل سمعتم يومـًا ولو بالصـدفة بـ مقـولة
" لا تحكـم على الكتـاب من غـلافـه ؟ "

أجـل ، لا تحكـم عليه ..
إياك أن تفعـل
إلا بعـد قراءتـه

و هـا أنـت هُنـا اليـوم و الآن ..
تمضـي أولـى خطـواتك قدمـًا نحـو الغـوص في عـالم آخـر ، متناقـض مليء بالأحـداث ، لتتعـرف و تعـثر على الحقيقة الدفينـة داخل روح كـل واحـد من أبطال الـروايـة

سـ تـصدمك الأحـداث كثيـراً
و لن تتوقعـها ، لأنه و ببساطـة سيكون عليكَ من الصعـب ذلك
أنت فقط أربط الأحـزمة و إضغط على زر الإنطـلاق
و دعنـي آخـذك لعالم آخـر كـونته بكلمـاتي

إتركنـي آخـذك لعـالم " الأجنِحَـة "
حيث هُنـاك ، سأنيـر لك الطريق لتتمكن من العثور على أجنحتك حتى وان كنت في المحيط
سآخذك للضياء ، حيث تعيش الفراشات فوق الزهور
لكـن لا تنـسى ..
حصـنُ الزهـور أشواكـها ..

----

بـ قـلم : كـليـر

All love for you 🎀✨