المقدمة

202 25 37
                                    

"هياااا اخرج من المحاضرة"

 أكثر جملة كُنت أسمعها ولكنها لم تكن موجهة في أي مرة لغيري وإنما لي فقط، أعتز قليلًا بأنني في كلية التجارة جامعة المنصورة، دخلتها على مضض لأني كُنت أُريد أن أدخل كلية الآداب لكي أُصبح معلمًا له قدره بين المجتمع، دخلت كلية التجارة تلك وأبليت بها بلاءً حسنًا إلى حد ما، ولكنني كل يوم كنت أُطرد من المحاضرات بسبب أسئلتي الكثيرة التي كُنت أُلقيها على مسامع المحاضر وحين يعجز عن الإجابة كان ينظر لي بتوحش وكأنني فريسته التي طالما كان ينتظرها ليفترسها، ومن ثما كان يأمرني بالخروج لكي لا يفعل جريمة ما، لم أكن أهتم بتعليقات المحاضر التي كان يوجهها لي أثناء خروجي أو حتى نظرات الطلاب الجامعيين لي، وإنما كنت أشعر أنني جعلت ذلك المحاضر يتفحم ويحترق داخليًا بسبب عجزه عن الإجابة، لا أعلم إن كان تصرفي ذلك صحيحًا أم خاطئ، فقط كُنت أفعل ذلك لأنني أستمتع، بعد طردي كُنت أدخل مكتبة الجامعة المكتبة التي كانت دائمًا ممتلئة بالكتب وبوابتها مفتوحة على مصراعيها دائمًا، لا تظنون أنني ذلك الطالب الجامعي النجيب الذي كان يدخل المكتبة لقراءة الكتب وشرب العلوم منها، لا أنا فقط وبكل بساطة كنت أدخل المكتبة وأمسك هاتفي الجوال متصفحًا وسائل التواصل أو كما أُحب أن أُسميها "وسائل التباعد"

 وعندما يدخل أي محاضر أو أي شخص له قدر عظيم كُنت أمسك أي كتاب بجانبي وأُمثل أنني أقرأ فيه، وعندما يخرج ذلك الشخص المتطفل الذي أفسد تصفحي أُلقي الكتاب جانبًا وأمسك الهاتف "العزيز" مجددًا، أَصبح ذلك الشيء روتني كل يوم، أسأل المحاضر، يعجز عن الإجابة، يطردني، أذهب للمكتبة، أمسك هاتفي، ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا يا سيداتي وسادتي، هل ظللت ذلك الطالب الفاشل الذي يُطرد دائمًا من المحاضرات التي لا تغني من جوع؟ هل ظللت الفاشل الذي يتجنبه الجميع بسبب عقله الساذج؟ الإجابة هي "نعم"، بالتأكيد لن أتغير لأنني أُحب ذلك

 ولكنني كُنت مُخطئ..

__________________________________________


هينزل فصل من الرواية كل يوم ثلاثاء.

متنسوش الفوت!

خادم الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن