chapter "39"

167 19 90
                                    

" أما زال يرفض التحدث؟ " إستند على الحائط خلفه وما زال يحدق بتلك الزنزانة البعيدة عنهم بعض الشيء ، يراقب ذلك المتكور حول نفسه في إحدى الزوايا

لا يستطيع رؤية وجهه لكونه يخفيه بين ذراعيه أثناء تكوره ، منظره يبعث على البؤس لكنه لا يشعر بذرة تعاطف تجاهه

" إنه على هذه الحال منذ يومين ، كان متماسكاً في البداية لكنه إنهار بعد معرفته بموت صاحبه " أجابه كريم وهو يناظره ببرود فهو الآخر ليس معجباً كبيراً له !

تنهد بتفكير ، إنه لا يريد لقاءه ولا حتى التكلم معه ، في الحقيقة كل ما يريده هو إبراحه ضرباً !

مسح وجه بقلة حيلة وهو يتقدم نحو الزنزانة " هل ستتحدث معه؟ "

أومئ بإيجاب ولكنه توقف في منتصف الطريق وإستدار نحو كريم مجدداً ، عاد حيث يقف ليرتبك الأخر لوهلة من ملامح سيده

تفاجئ به يضع كفه على كتفه ويشد عليها بخفة " لقد قمت بعمل عظيم هنا " تمتم وإرتفت زاوية شفته بإبتسامة خفية

بان التأثر على ملامحه لينحني برأسه بخفة ، ربت على كتفه ليعود حيث كان ، التحدث إلى ذلك الحقير!

" مانسا ، صحيح؟ هل أستطيع الإنضمام إليكم؟ " شابكت أصابعها بخجل لتناظرها مانسا بتعجب

" ألستي كبيرة على هذا ؟ " سمعت صوت أحد الأطفال لتشعر بصخرة وهمية تسقط على رأسها ' هذا محرج جداً ' فكرت لترمقه معلمته بتأنيب

" بالطبع تستطيعين ، تعالي هنا " أفسحت لها مجالاً لتجلس بينهم في حلقتهم الدراسية الصغيرة

أستمرت مانسا في القراءة من كتابٍ ما وبقية الأطفال كانوا يستمعون لها بتركيز شديد عدا طفلاً واحداً كان يحدق بتيا والتي إستمرت هي في التحديق به بدورها

فجأةً مدت لسانها بغيض نحوه ليرفع حاجباه بذهول ، أعادت رأسها بسرعة نحو مانسا وأخذت تتصرف ببراءة وحاولت كبح ضحكتها على ملامح الصغير المتعجبة

هي تستطيع وضع عقلها بمحاذاة عقل طفلٍ إن تطلب الأمر منها !

في الحقيقة هي كانت محرجة من المجيء إلى هنا ، إنها تعرف مانسا من مسافة بعيدة لكن لم يجري بينهما شيء على وجه الخصوص

الأمر الذي دفعها لخطو خطوة كهذه هو أن معلمتها ، آيزيس ، كانت مشغولة بأمرٍ ما مما دفعها للإعتذار منها وإلغاء درس اليوم

هكذا إنتهى بها الأمر تتنافس مع طلاب صغار على قراءة بعض الجمل القصيرة وربما الحصول على بعض التصفيق ، جانبها الأكاديمي كان محباً للمديح بصورة سخيفةٍ جداً!

" تبدو هادئاً مقارنةً برجل يجلس مع رجلٍ حاول إيذاء إمرأتك " رمى كلماته بإستفزاز وهو يسند صدغه على الحائط ، إبتلع آتيم ريقه وهو يحاول السيطرة على نفسه

- الغَريبْ | The Stranger .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن