part 1

37 3 0
                                    


....

اسبانيا، العاصمة مدريد

فتاة صغيرة بكرسي متحرك..

تجلس الفتاة امام نافذة تنظر للخارج، وعيناها ممتلئات بالدموع، في لحظة معرفتها ان احد تقدم من خلفها سقط دمعتها... وذلك لمعرفتها بالشخص الموجود خلفها..

وهو ابيها

" انا اخاف عليكِ"

نطق جملة واحد من الاب..

تقدم اردونار وهو الاب امام  رورا وهي الابنة.. وقف امامها وامام دموعها

" كل سنة اقول لك لا، ولكن تأمين وتحلمين، وثم تبكي.. دائماً قلت لك لا، لماذا تصعبي الامرعليكي وعلي؟ انا اخاف عليكي "

لا جواب منها... فهي تمتنع عن الكلام منذ ثلاثة سنوات

نظرت اليه بدموعها.. حتى انهارت دموعه نفس كل مرة يهزم امام دموعها.. وفي كل مرة يبكي بسبب بكاءها يشعل نار الانتقام في داخله..

ليركع على اقدامه ويمسك يديها ويقبلهما بلطف ويمرر ايديه على وجهها ويزيل دموعها..

" وعدتك منذ ذلك اليوم.. واعيد وعدي.. انني سأخذ حقك من الذي تسبب بهذا... وعد مني سأجعله يفنى بالسجن ولا يخرج.. واجعله يبكي على كل دمعة سقطت منك... وعد من ابيكِ "

لا تعبير يرافق وجهها.. فهي لا تفهم ما يقوله.. وهذا طبيعي لفتاة بعمر الخمس سنوات.. لا تعرف معنى انتقام... وخاصة الذي يقصده والدها..

سار بكرسيها الى غرفة نومها.. لان موعد دوائها.. ليحملها ويضعها على سريرها.. فهي مقعدة لا تستطيع المشي منذ ثلاثة سنوات.. ليعطيها علاجها ويقرأ لها قصة وهو يمسح على شعرها.. ثم بعد نومها يخرج من غرفتها وتدخل ممرضة لها تكون بجوارها في حين لم يكن موجود في البيت..

_______________

خرج من البيت وهو غاضب النار يشتعل بين عيناه.. نظرات ابنته ودموعها... ورجفة يديها عندما تبكي.. كل هذا كافي ليرجع ويشعل نار الانتقام.. ويعيد العزيمة لكي يجد من اذى ابنته...صعد بسيارته وتوجه لعمله.. ركن سيارته في مكانها وخرج منها وتوجه للداخل..

فهو شرطي..

توجه الى مكتبه بخطوات متوازنة ورأس مرفوع.. ليجلس على كرسيه..

" رئيس القسم يريدك "

كان احد زملائه بالعمل هو من تكلم

" الان؟! "

" نعم.. وغاضب جداً  "

" متى لم يكن غاضب عندما اعود للعمل؟ "

" كان مرتاح البال عندما بدأت في اول يوم عمل لك فقط.. لم يكن يعرفك لذلك "

ضحك اردونار على كلام زميله ارصال... لم تكن ضحكة كما تعتقدون بل فقط ابتسامة خفيفة تكاد تظهر.. فهو لم يضحك منذ وفاة زوجته الحبيبة وعشق حياته.. لم يضحك.. لانها كانت ضحكته وقلبه السعيد

وسط الامواجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن