.......
تلك الكلمة تضرب مسامعها.. هل هو يتكلم بجدية؟! زواج!! ولماذا؟ ولماذا انا؟!... هل انتقام مني؟ ام شيء اخر؟... اسئة كثيرة تطرح على دماغها وجميعها بدون اجوبة.. لأن ليس عقلها صاحب الجواب..
بل هو
"هـ ـل تتكلـ ـم بجدية؟"
تكلمت ايرفا وبين كل كل حرف وحرف يرتجف جسدها لتتكلم بتقطع..
" انا لا مزاح بكلامي "
" ماذا تقصد بأنك لا تمزح؟ "
عاد وصمت وهو ينظر بكره شديد داخل عيناها التي تلمعان بحزن وتعب..
" هل تريدين ان تُكفري عن خطأك؟ "
" انت لماذا هكذا، ليس لديك عقل لتفهم، انا لم افعل شيء "
تتكلم ببكاء وهي تنظر اليه.. الرجفة بكلامها كانت دليل له على كذبها..
" اوو، التناقض، افضل ما لدي.. "
" لم افهم.. "
" انتِ منفصمة الشخصية، تخافين لقاء ابنتي والكثير من الاحاديث الدالة على اجرامكِ.. ولكن العزيمة في الانكار مذهلة.."
" لم افهم "
اصبح وجه اردونار كالبركان الذي على وشك الانفجار.. نظراته لها كالنار المشتعلة هي تنكر وهو يزدار ناراً..
لحضات عدة على امسكها ورماها تصتدم بالحائط لتقع باكية.. تبكي بشدة.. لقد تألمت..
"لقد فعلتي"
صرخ اردونار عليها بصوت عالي ومخيف
" لم افعل "
"فعلتي"
"لم افعل"
"فعلـــــتي"
كانت تبكي مع كلامها وهو يصرخ...ارتمت ارضاً تبكي وهي تضع رأسها بين اقدامها ويشتد بكائها..
انفاس اردونارمتسارعة..يقترب منها..
" ابكي ابكــي...لأنك تعرفي انك مذنبة وانك انهيت طفولة فتاة صغيرة..فتاة تركض خلف البالون الخاص بها..انت انهيتي جميع حياتها..بسبب تهورك..لقد اصمت لا تتكلم ولا تمشي...وما يزيد ذنبك..هو هروبك..هروبك دلال على انك جبانة ومجرمة حقيقية...انتي لم تكلفي نفسك بأن تنزلي وتأخذيها للمشفى...بل هربتي.. لا يتوقف ذنبك هنا.. بسبب الذي فعلتيه.. لقد حزنت امها.. زوجتي حزناً شديدة حتى انها... انها انتحرت بسببك... مجرمــة.. دمرتي سعادة ابنتي وابتسامتها الصغيرة التي عندما ترسم على وجهها تظهر غمازاتها.. وتشرق عيناها الزرقاوتين.. انتي دمرتي ليس فقط حياة طفلة بل عائلة يأكملها.. بسبب انك جبانة.. "
تكلم بعصبية.. وهو يصرخ ويرص بعد كل كلمة يقولها.. قلبه ممتلى بالحزن والحطام... فهو يخرج الالم بها هي.. لانها هي المذنبة الحقيقية بالنسبة له.. هي من دمرته.. فهو اراد ان ينتقم بجعلها تفنى بالسجون.. ولكن اطمأنان ابنته معها لدقائق حطم كل شيء.. حب ابنته لها حطم كل شيء اراد فعله بالمجرم...
