نشأة الميول السادومازوخية فلسفياً وعلمياً ومتلازمة ستوكهولم (1)

142 4 0
                                    

متلازمة ستوكهولم هي ظاهرة نفسية معقدة تصيب الإنسان، وقد اشتهرت في عام 1973 في مدينة ستوكهولم السويدية.

تصف هذه المتلازمة الحالة التي يشعر فيها الشخص بالخضوع والتعاطف تجاه شخص أساء إليه، كأن يتعاطف المخطوف مع خاطفه.

تُعتبر هذه المشاعر غير منطقية وغير عقلانية نظراً للخطر الذي تواجهه الضحية، التي قد ترى في الإساءة عملاً من الرحمة والحماية من العالم الخارجي، فيصبح الخاطف بمثابة "الوالد" الذي يؤمن لها الحياة.

تتطور هذه الحالة عندما يكون الخاطف غير عدواني ويتعامل بلطف مع رهائنه. وقد رأينا هذا بشكل جلي في مسلسل La Casa de Papel الإسباني، حيث تجسدت متلازمة ستوكهولم في شخصية ستوكهولم، التي تعاطفت وتعلقت بخاطفها رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها.

من ناحية أخرى، فإن إشباع المشاعر بشكل متوازن هو ما يخلق شخصاً سوياً معتدلاً في رغباته.

يعني إشباع المشاعر بشكل متوازن أن المسؤول عن الطفل في بدايات حياته يجب أن يتجنب الإفراط في الدلال أو العقاب، بل يعطي كل شيء حقه بميزان معتدل.

على سبيل المثال، إذا كان الطفل يملك لعبة جديدة وطلب منه والده أن يلعب مع أخيه، فإن رفض الطفل يجب احترامه، لأن إجباره قد ينمي لديه حب التملك والعند، مما لا يُسهم في تربيته بشكل صحيح.

أيضاً، الإفراط في تدليل الفتاة لأنها بنت يمكن أن يؤدي إلى فقدانها للشعور بالقسوة التي تحتاجها.

هناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تنشأ لدى الإنسان، مثل الرغبة السادية وحب التملك، وهذه الرغبات لا تموت ولكن يمكن السيطرة عليها والتحكم فيها.

إن نشأة الميول ليست مرتبطة بالفطرة بقدر ما هي ناتجة عن خلل بسيط في التربية وعدم التوازن في التعامل وإشباع المشاعر.

إذا حددنا الموضوع في إطار لعبة جنسية بمساحة ملموسة، ومدة محددة، وقواعد متفق عليها، فلا يوجد لدينا مشكلة نظرية.

لكن الفارق يظهر عند العودة للحياة الطبيعية التي توفر لنا شعوراً بالصحة النفسية.

إذا وصلنا إلى فكرة الهيمنة والخضوع كطريقة حياة بشكل كامل، فإننا سنواجه مشاكل مع الرأي النفسي الذي يعتبرها مرضاً. حتى في العلاج النفسي، يفشل العلاج عندما يتعامل مع المشكلة بشكل فردي، لأن التسليم مرتبط بالمسلَم له، ولا يمكن معالجته بشكل فردي.

من يحاول فهم الوضع من داخل هذا العالم قد يفهمه بشكل مغلوط، مثل العودة إلى الحالة الطفولية أو التبعية الفارغة. كما أن هناك من يرى التسليم كسحق مضاعف للمشاعر نابع من الحب أو عمق العلاقة.

العديد من الأشخاص يعتمدون على كسر الإرادة والقوة الممزوجة بالقهر النفسي والجسدي والاجتماعي، مما يؤدي إلى ظهور متلازمات نفسية وتحويل الحالة إلى خدمة مطلقة حتى وإن كانت الرغبات إجرامية أو شاذة.

ببساطة، الموضوع هو قبول الأمر كعملية ديناميكية للتفاعل بين شخصين، حيث يتطلب القبول والتسليم مجهوداً واعياً وكثيفاً.

تفشل هذه العملية عندما يكون أحد الأطراف معطياً فقط والآخر آخذاً، لأن الحياة بشكل عام هي تبادل مستمر. لا يمكن أن تكون مجرد أخذ فقط.

أنت تخضع للقانون لأنه يحميك، وللمعلم لأنه يعلمك، وللعمل لأنه سبيل العيش، ومع ذلك، لك الحق في المعرفة والنقد والتعبير عن احتياجاتك ورغباتك.

إذا كنت تخضع، فإنك تحتاج أيضاً إلى الحق في الرأي والتحدث في احتياجاتك، وتقدير الجهد والوقت والإخلاص الذي يبذل من أجلك.

📍 أعزائي المتابعين،

أتمنى أن تكونوا بخير وأن تكون كتاباتي قد أضافت بعض المتعة والإلهام إليكم، لكنني اليوم أود أن أتحدث معكم بصراحة وأشارككم بعض الأفكار التي تشغلني.

لقد وضعت كل حبي وشغفي في الرواية التي أكتبها، وكانت توقعاتي أن أرى منكم تفاعلًا أكبر، سواء من خلال مشاركتكم لأفكاركم، تقييماتكم، أو حتى بمتابعتكم ودعمكم المستمر. بصراحة، ليس من السهل أن تجدوا كاتبًا مثلي يشارككم هذه التجارب الفريدة من نوعها والمشاعر العميقة. لكن للأسف، لم أجد التفاعل الذي كنت أتطلع إليه منكم. الجميع يكتفي بمجرد القراءة وكأنما هو مجرد واجب عليهم، دون أن يتركوا تعليقًا أو يقدموا دعمًا حقيقيًا!

لقد شاركت معكم حساباتي إنستجرام، وفيسبوك، وسناب شات، وحتى زانجي الخاص بي، لأكون أقرب إليكم وأتفاعل معكم بشكل أفضل، لكنني لم أجد التفاعل المنتظر، وكأنني لست بذلك الكاتب الذي يستحق أن يُقدر!!

أنا دائماً هنا لأسمعكم وأتفاعل معكم، وأقدر كل تعليق ورأي تقدموه لي، دعمكم هو الدافع الذي يجعلني أواصل وأتطور، وأتمنى من أعماق قلبي أن تشاركوني رحلتي وتكونوا جزءًا منها.

ولكن إذا استمر الوضع على هذا النحو ولم أجد التفاعل الذي يعكس اهتمامكم بما أقدمه، فقد أضطر للأسف إلى اتخاذ قرار مؤلم وهو التوقف عن الكتابة وأرشفة الرواية. وأعتقد أنكم تدركون أن خسارة موهبة مثلي لن تكون شيئًا يمكن تعويضه بسهولة.

أتمنى ألا أصل إلى هذه النقطة، وأتطلع لرؤية دعمكم وتفاعلكم قريبًا.

بكل ود، 
Daddy Anas

مفاهيم السادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن