أشعر بالفقدان ، الخزلان ، أفقد الشعور بنفسي ، أكُتب الألم لي .
موت مفجع يفجعنا في أحبائنا يأتي فينتهي بنا المطاف في صراع مع الانهيار ، صراع مع قلوبنا التي فقدت مع المفقود .18 ديسمبر 2013م .
ليلة من ليالي الشتاء القارص ، يهبط بها المطر بغزارة و كأنه يعزّيهم في فقدانهم ، يخبرهم أنه أيضاً حزين وأنه يزرف الدموع على فراق ملاك المنزل و الحبيبة الأولى .
في منزل عائلة سلمان الفارسي في حي الزمالك ، في وقت الغروب .
-" ماما لا لا "
يرفض عقله التصديق ، وكيف يصدق هذا المراهق صاحب الثامنة عشر عام .
صدح صوت صراخه في الإرجاء مما جعل والده يسرع له و يجعل جيرانهم يتسألون و يتوافدون على هذا المنزل الذي طالما كان منبع للحب و الخير على الجميع من السيد سلمان المراعي و الحنون على الجميع .نادى " سلمان" على ابنه في نبرة يحملها الفزع و القلق على طفله ، كان سلمان يرتدي بدلة سوداء فاليوم هو زواج ابنه الكبير و العزيز .
-" مازن في إيه يا حبيبي ...
هنا تصمت الحروف ، هنا تهبط الدموع ، هنا يتوقف الزمن ، هنا رأي ما خلع قلبه ، زوجته الحبيبة " ملاك " زوجته لا تلفظ نفساً ، ماتت الحبيبة ، الرقيقة ، الحنونة ، ماتت مُنتحرة .
أسرع " سلمان " في إغلاق باب الغرفة لكي يمنع الجيران من الدخول و عاد لطفله ينظر له و يحثه بقوله
-" مازن هتطلع حالاً تقول للجيران إنك كنت بتلعب و صوتت وإن مفيش حاجه فاهم ! "
لم يأته رد من " مازن "مازال لا يستوعب ، لا يسمع ، لا يفهم ، قام والده بهزّه عدة مرات و حدثه مجدداً ليستعيد رباطة جأشه
-" مازن مش وقته توهان عارف إنها صعبة عليك بس لازم محدش يعرف إن مامتك إنتحرت ، فوق أنا محتاج مازن ابني العاقل دلوقت إطلع مشيهم و امنعهم من دخول الاوضة "
وأكمل كلامه بتحذير و تهديد لذلك العقل الرافض لما يحدث
-"يا مازن إلِي برا مش هيعرفوا و إخواتك مش هيعرفوا "
خرج " مازن " بجسد فاقد للروح و قال بصوت مختنق ويكاد يُسمع
-" معلش يا جماعة كنت بلعب ببجي و صوت "رد أحد الموجودين بسخرية على ذلك المراهق
-"شباب أخر زمن و إحنا إلِي قومنا و تعبنا نفسنا ، إبقى وطي صوتك ياباشا "
رد مازن بكل برود فلم يعد يحتمل
-" طب إتكِل "خرج الجيران مندهشين من طريقة ذلك الشاب ، فلم يعتادوا على مازن إلا خلوق و شاب عاقل .
بعد أن أغلق المنزل عاد لوالده ، ينظر له و قد قام بإنزال زوجته و قطع الحبل الذي إنتحرت به عن عنقها ، نظر لها وقد فقدت حمرة وجهها وفقدت لمعت عينها الزرقاء ، إقترب منها يمسك يدها ، يبكي ، و يسألها بحسرة و وجع
أنت تقرأ
شيزوفرينيا
Randomقلوب تهوى الموت ، قلوب تهدم ، قلوب تقتل ، حياتنا مدفن لقلوبنا و لنا ، لذلك ينتهي الأمر لها بالإنتحار ، نهاية المطاف لها و نهاية العذاب كان الإنتحار ، في نهاية المطاف كان راحة من الألم .