في إحدى المناطق الشعبية في القاهرة ، التي إشتهرت بتجارة الأسلحة و الممنوعات ، كان يجلس بهيبته وهو ينظر للرجلين أمامه ثم نطق بصوته الأجهش
ـ نورتوا يا غاليين ، إتفضلوا إشربوا حاجه بردو مينفعش تيجوا تنورونا و متشربوش حاجه .
كان ينظر لهم بإبتسامة وهو يضيفهم بفناچين القهوة
، أجابه " مازن " و هو يرتشف من فنچان القهوة الذي أمامه ، وعلى وجهه إبتسامة ساخرةـ يعني مكنتش عايز أقولها زي الأفلام ، بس المكان كله محاصر .
إرتفعت أيديهم بخفة وهم يوجهون فوهة أسلحتهم عليه ، لم يتحرك ، لم يرمش له جفن ، لكن هو من أربكهم و أرعبهم ، عندما رمى لهم قنبلة موقوتة ستهلك قلوبهم من الرعب قبل أن تهلكهم .
يجلس كبيرهم وهو يضع قدم فوق قدم و هيبته بشعره الأبيض الذي يزينه و عينيه البُنية و بشرته السمراء أعطته مظهر مُهيب ، ثم تحدث بثبات و نبرة إستنكارية
ـ وإنتَ فكرك يا ابن سلمان إني هخاف ولا هيتهزلي رمش منك أو من اللي برا دول ، تبقى عبيط و ابن عبيط .
إبتسم " مازن " وهو يرفع يديه ببراءة ثم نطق بتهكمٍ
ـ والله يا حاج كمال عارف إنك مش هتخاف و مش جاي أخوفك كفى الله الشر عنك من الخوف
ثم أكمل حديثه بجدية و ثبات
ـ" أنا جايلك في إتفاق و عارف إنك هتتعامل بالعقل
نظر له " كمال " ثم نطق بنفاذ صبر
ـ سامعك قول إلِّي عندك
أنهى حديثه وهو يشير لرجاله لينزلوا أسلحتهم بعيداً عنهمـ وصلني إنك هتوصل كمية لإبراهيم السويسي ، و أنا ميرضنيش توصل الكمية دي بس لا أنا عايزك تبعتله كمية حلوة تلبسه في تجارة ممنوعات مش بس إنه شمام و لا بيوزعها بالحُب ، لا عايزها تجارة عشان تجيب الناهية معاه .
حدثه " مازن " بثبات و جديةتعجب " كامل " من حديثه فهو يعلم أنه لا يوجد بين " مازن " و ذلك الرجل عدواة.
أحد الموجودين الذي ظهرت عليه طباع المدمنين ، مع تلك العلامة التي قسمت جبهته جعلته كالمجرم نطق بطريقة بلطجية
ـ و إنتَ إيه يفيدك يا نجم ؟و إنتَ جاي كدة تعمل علينا كبير و تقولنا ندخل و نطلع قد إيه
كان يوجه سؤاله و حديثه لمازن ، نظر له مازن بطرف عينه ثم نطق بثبات
ـ وإنت مال أمك
إنفعل ذلك الرجل من حديث مازن و حاول الإقتراب له و لكن منعه " كمال " و هو يرفع يده و ينطق بنبرة جوهرية
ـ و إنت مال أمك يا " وحيد " ، بتنطق ليه وأنا قاعد يا *** مش مالي عينك و لا إيه يا ابن سميرة
أنت تقرأ
شيزوفرينيا
عشوائيقلوب تهوى الموت ، قلوب تهدم ، قلوب تقتل ، حياتنا مدفن لقلوبنا و لنا ، لذلك ينتهي الأمر لها بالإنتحار ، نهاية المطاف لها و نهاية العذاب كان الإنتحار ، في نهاية المطاف كان راحة من الألم .