فراغ ، يُسيطر على منتصف قلبي ، متى يُملئ ذلك الفراغ ؟، متى ينتهى ؟، متى النهاية ؟ ، و أين النهاية لهذا الألم ؟.
يجتمعون حول مكتب والدهم ، كانوا ينتظرون قدومه لكي يُفسِّر لهم سبب إستدعائه لهم .
فُتح الباب مع دخول والدهم وهو يحمل بيده فنچان قهوته ، وصل لمقعدة ثم جلس وهو يتنهد .
نظر كُل منهم للأخر وهو يبحث في عين الآخر عن إجابه ، ولكن كان الجواب لدى والدهم ، الذي نظر لهم بجدية ثم نطق في ثبات
ـ أنا مجمعكوا أنتوا الإتنين عشان عايزكوا معايا في الشغل ، هتيجوا معايا الشركة ، زي ما انتوا شوفتوا و عرفتوا إن الشركة و شغلي كُله بيضيع و محتاج عون من عيالي إلِّي كبرتهم و تعبت فيهم و أظن دا حقي .
أنهى حديثه وهو يرتشف من القهوة بثبات ، قوس
" مُعاذ " ما بين حاجيبيه وهو يتساءلـ يعني إيه يا بابا ، أنا عندي المُستشفى و بشتغل فيها و زي ما حضرتك شايف مبرجعش غير كُل فترة ، هشتغل إزاي مع حضرتك ؟
أنهى حديثه وهو يوجه نظراته لأخيه يحثه على الحديث ولكن لم يستجِب له ، ليكمل هو بهدوء
ـ و كمان " عزيز " بيشتغل و عنده مكتبه ، هنسيب شُغلنا إزاي !".
ـ أظن كلامي كان واضح يا " مُعاذ " و أنا بقول هتشتغلوا ، معناها إن مش هيبقى في شُغل خارجي .
كان يتحدث بهدوء و هو لا يُبالي لحديثه .قام " مُعاذ " من مقعده وهو ينظر لأبيه بعدم إستيعاب ثم نطق بإستنكار
ـ شُغل إيه دا إلِّي يتساب ؟ يعني ندخل كُلية و يتصرف علينا و نفتح شُغلنا عشان في الآخر نسيبه ؟ لا أسف يا بابا و حقك على دماغي بس مش هعمل كدة .
أكمل حديثه وهو ينظر لأخيه بسُخرية
ـ موافق إنتَ طبعًا على كلامه يا سي " عزيز " ما دايمًا عايش دور المُطيع ، شيل يا مُطيع مش شايل معاك أنا .
أنهى حديثه وهو يغلق الباب خلفه بقوة يُخرج به إنفعاله .
خرج من الغرفة وهو ينهج أثر إنفعاله ثم إتجه لغرفته وهو يبحث عن هاتفه ، أمسكه وبدأ في البحث عن رقم ما ليتصل به ثم نطق بلفةٍ
ـ " سيري ، إنتِ فين ؟ محتاج أتكلم...
لم يُكمل حديثه ، عندما نطقت هي بنبرة تحمل فرحةً عارمة
ـ بابا موافق يا " مُعاذ " ، وافق إننا نكتب الكتاب بجد فرحانة أوي "
أنهت حديثها بمرح ، لم يأتها رد من طرفه ، لذلك حدثته بهدوء
ـ " مُعاذ " إنتَ كُنت بتقول إيه ؟ قاطعتك من فرحتي بس مش قصدي .
كانت تتحدث بإرتباك ، ظنت أنه يريد أن يُكمل في خصامهم ولكن أتاها رده الذي جعل الفراشات تتراقص على أوتار قلبها المُحب له
أنت تقرأ
شيزوفرينيا
Acakقلوب تهوى الموت ، قلوب تهدم ، قلوب تقتل ، حياتنا مدفن لقلوبنا و لنا ، لذلك ينتهي الأمر لها بالإنتحار ، نهاية المطاف لها و نهاية العذاب كان الإنتحار ، في نهاية المطاف كان راحة من الألم .