وَتَسَعَّرَت عِندَ الوَداعِ أَضالِعي
ناراً خَشيتُ بِحَرّها أَن أَحرَقا
ما زِلتُ أَخشى البَينَ قَبلَ وُقوعِهِ
حَتّى غَدَوتُ وَلَيسَ لي أَن أُفرَقإيليا أبو ماضي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن طريقي سوى للفراق ، لتعلن لي الحياة أن هناك
طُرق للقاء ، سأبحث عن هذه الطُرق ، سأبحث عن اللقاءات ، لقد إكتفيت من الفراق ، الآن سأبحث عن أمل للتمسك بالحياة .كان يتجهز للذهاب لأول يوم في عمله الجديد ، بعد أن إنتقل لمدينة جديدة « الزمالك » ، ظل ينظر لإنعكاسه في المرآة ، قطع عليه هذه اللحظه دخول جدته وهي ترقيه و تقوم بإشعال قطعة بخور كعلامة لمنع الحسد .
ثم نطقت بحُب و لهفةٍ
ـ" ربنا يحميك يا حبيبي ، ما شاء الله ربنا يكرمك يا كريم و يرزقك في شغلك "
أكملت حديثها وهي تربت على كتفه وتنظر لوجههـ" ربنا يرزقك بنت الحلال ، إنتَ شبه أبوك الله يرحمه ، كان حلو و طويل و يحب يهتم بنفسه زيك يا حبيبي كدة ، ربنا يرزقك بواحدة بنت حلال زي أمك الله يرحمها "
إبتسم لها " كريم " بحنان وهو يقترب من يدها يقبلها ثم نطق بنبرة خافتة
ـ" ربنا يرحمهم "
" كريم الشرقاوي "
يبلغ من العمر تسعة وعشرون عام ، عُرف بقوة شخصيته و بشخصيته المسئولة فمنذ وفاة والديه وهو يهتم بأخوته ، الابن الأكبر ل " عادل الشرقاوي " ، تخرج من كلية " حربية " ، لديه عيون خُضر ، و بشرة سمراء تعطيه جاذبية و كاريزما لافتة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتناولون الإفطار على تلك الطاولة التي جمعتهم كثيراً ، و وهجروها هم كثيراً ، إنتهى من تناول طعامه أولاً ليقوم بتجميع أغراضه ليذهب لعمله وهو ينطق بهدوء
ـ" عن إذنك يا بابا ، هروح المكتب "
أومأ له والده مع إبتسامة دافئة ثم نطق بنبرة تنبع بالحُب
ـ" ربنا يعينك يا حبيبي و يوفقك و ترفع راسي بيك دايماً "
إبتسم له " مازن " ثم إتجه لكي يخرج من المنزل لكن أوقفه صوت رقيق وهو ينطق بلهفةٍ
ـ" أبيه مازن هترجع البيت بعد الشغل صح ؟ "
إلتفت ناحية الصوت ليجدها " مودة " وهي تنظر له بعينين دامعتين ، إقترب منها " مازن " وهو يبتسم ثم نطق بحُب
ـ" راجع إن شاء الله "
إتسعت إبتسامتها وهي تقترب منه تحتضنه وتنطق بنبرة يقطر منها الحنان
أنت تقرأ
شيزوفرينيا
De Todoقلوب تهوى الموت ، قلوب تهدم ، قلوب تقتل ، حياتنا مدفن لقلوبنا و لنا ، لذلك ينتهي الأمر لها بالإنتحار ، نهاية المطاف لها و نهاية العذاب كان الإنتحار ، في نهاية المطاف كان راحة من الألم .