Part 2

8 1 0
                                    



** صباح اليوم التالي**

استفاقت نوفا في الصباح على صوت المنبه، وقد تركت آثار ليلة من السهر واضحة على وجهها. ارتدت تنورة مزركشة وقميصًا أحمر، وحاولت أن تخفي التعب الذي كان واضحًا في عينيها. شعرها الأسود كان ينسدل بحرية، غير عابئة بمدى تأثيره على مزاجها.

جلس والدها وأخيها بالفعل على طاولة الإفطار، بينما انشغلت نوفا بتحضير وجبة إفطار ضخمة. وعلى الرغم من حجم الطعام الذي أمامها، لم تستطع أن تستمتع به. كانت أفكارها مشوشة، وتفكر في الأحداث التي مرت بها والضغوطات التي تواجهها. لم يكن هناك مكان للتأمل في بداية يوم جديد، فقد كانت مشغولة بمحاولة أن تكون في أفضل حالاتها.

بعد أن انتهت من الإفطار، ركب نوفا سيارتها الرياضية الفاخرة وتوجهت إلى الجامعة. أثناء قيادتها، كان صمت السيارة يثقل الجو حولها، وسرعان ما ارتفعت أصوات همساتها الداخلية. دخلت الجامعة وسارت عبر الممرات المزدحمة، في حين أن الجميع كان يبدو منشغلاً بأمورهم الخاصة.

عندما وصلت إلى قاعة نادي المناظرات، كان هناك حيوية في الهواء، وتراكم الطلاب حول الحلبة. في الزاوية، كان لوكاس يقف، متحدثًا بحماس.  طوله الفارع وأناقة ملابسه كانا يجذبان الانتباه، وكان واضحًا أنه محط أنظار الجميع. نظرت نوفا إليه لأول مرة، ورغم محاولتها الحفاظ على برودتها، لم تستطع أن تمنع نفسها من الإعجاب بجاذبيته.

أعلن الأستاذ باتريك عن بدء المناظرة، ونادى على نوفا لتكون خصمًا للوكاس. شعرت نوفا بتردد للحظة، وكأنها لم تكن مستعدة للتحدي. لكن إصرارها على عدم الظهور كضعيفة جعلها تقبل التحدي، وأخذت مكانها على المنصة.

عندما بدأ النقاش حول موضوع "هل لدينا إرادة حرة أم أن كل شيء قد قدر لنا؟"، تركزت الأنظار على نوفا. لوكاس كان يتحدث بثقة، يثبت أن الإنسان يتمتع بحرية الإرادة، بينما كانت نوفا تتبنى وجهة نظر مغايرة، معتبرة أن القدر يلعب دورًا حاسمًا في حياتنا.

خلال المناظرة، كان لوكاس يظل يركز نظراته على نوفا بشكل مباشر، مما زاد من توترها. كان هناك شيء غير مريح في تلك النظرات، لكنه كان أيضًا مدعاة لإثارة مشاعرها. حاولت نوفا أن تبقى هادئة وواقعية، لكن شعورها بالقلق وصداع ليلة الأمس جعلا من الصعب عليها التعبير عن نفسها بشكل واضح.

انفجرت نوفا في أحد اللحظات، وكانت كلماتها تعبر عن الغضب والإحباط الذي كان يسيطر عليها. قالت بصوت عالٍ: "أنتم لا تفهمون، ليس كل شيء بيدنا. هناك قوى أكبر تتحكم في مصيرنا!" كانت كلماتها تعبر عن قيد مفروض عليها، وعن أعباء من الماضي الذي لا يمكنها الهروب منه.

عندما انتهت المناظرة، اقترب لوكاس منها بابتسامة رقيقة، وقال: "كان من الرائع أن أراك تتحدثين بشغف. أتمنى أن نتمكن من الحديث أكثر في وقت لاحق."

نجمة الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن