ضُم أصَابِعك وَأَنت سَاجِد ، وَوسّعهَا وَأَنت رَاكِع
" سُنّة مَهْجُورة "
____________________________
"الفصل الثالث "
"اختطاف "
_____________
ودعت الشمس السماء والتمعت النجوم بخفوت فى خلاء محافظة "اسوان"
وداخل منزل "بدران المصري" كان جميع افراد عائلته من الرجال مرتصين ويترأسهم هو وعلى يمينه جلس "قصى" بثيابٍ مريحه اعاره اياها "حسن" يتناول الطعام بسعاده بعدما تألف معهم يضحك مع هذا ويتحدث مع الاخر وبعدما انهى طعامه وكذلك الجميع صدح صوته يوجه حديثه "لبدران":-
" ابوس ايدك دلنى على مكان مرعى وخلينى اروح خلاص هنفجر من كتر الاكل"
قهقه الجميع على حديثه واجابه "بدران":-
"انت تعبت قلبى محايله اسمع الكلام بقا، حسن هياخدك للأوضه تريح فيها والصباح رباح ياولد العمراوى"
انهى حديثه بوقوفه ولم يدع "لقصى" الفرصه للأعتراض كالعاده وتحرك خلفه الجميع وبقى هو و "حسن" الذى تلفظ اثناء وقوفه وذهابه:-
"تعال اوريك اوضتك"
تنهد "قصى" وتبعه مرغوماً بعدما ادرك استحالة ذهابه من هنا قبل مغيب شمس غد كما اخبره "بدران"، وصل به "حسن" الى غرفه ذات باب ابيض اللون مزغرف باللون الذهبى الامع مما اعطاه مظهراً جذاباً وتركه داخلها راحلاً بهدوء، بينما تفحص "قصى" الغرفه ذات الالوان المبهجه وما ان رأى السرير حتى اتجه اليه يرمى بثقل جسده عليه مغمضاً العينين يستمتع بنسمات الهواء الاتيه من النافذه المفتوحه المقابله للسرير وما كاد يخلد للنوم حتى سمع صوت عالى يأتى من الاسفل، سحب وساده يضعها اعلى اذنه يحاول النوم لكن الصوت بات اعلى واعلى وخالطه صوت "بدران" الاتى من الاسفل، انتفض بجهل يتجه سريعاً نحو النافذه يطالع اسفلها بتعجب ليبصر كماً هائل من النساء والرجال يلتفون بشكلٍ دائرى حول "بدران" واحد ابناءه الذى تعرف عليهم منذ ساعات ورجلان اخران ... وفتاه
فتاة ذات جمالاً فريد وحاد ببشره سمراء وخصلات سوداء غجريه لم يستطع حجابها المتدلى على كتفيها اخفائها تصرخ بعنف لأحد الرجال بصوتٍ عالى:-
"لو انطبقت السما على الارض مانيش متجوزه واعلى ما في خيلكم اركبوه"
انهت صراخها تتنفس بهياج تطالع الجميع بشراسه وقوه وان اقترب احدهم لرأى الدموع المعتقله داخل مقلتيها تخشي الانسياب، تلفظ "بدران" بتعقل:-
"يا بنتى دول اخواتك وعيب الكلام ده قدام الناس كده وليكِ عليا وعد ان الجوازه دى مش هتم طول ما انتِ مش موافقه"
صرخ اخاها "لبدران" باعتراض:-
"يعنى ايه مش هتم انت بتعصيها على اخواتها الكبار يا شيخ بدران، الجوازه هتم يا موده، هتم بقطم رقبتك الى رفعهالنا فى السما"
