الفصل الثانى"عيارٌ نارى "

151 6 0
                                    

                           قالﷺ.

«لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»

______________________________

"الفصل الثانى"
"عيارٌ نارى"

_______________

اشرقت الشمس تُنير الطريق ما بين القاهره واسوان وكانت سيارته تسلك طريقها حيث وجه لا يعلم نهايتها، مد "قصى" يده نحو المذياع يستأنس به وصدح منه صوت احد مرتلين ايات الذكر الحكيم:-

"هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"

تنهد "قصى" وقد اتت كلمات الله فى وقتها تُطيب قلبه وتلملم شتات نفسه واخذ يرتل مع القارئ حتى قطع لحظته الجميله صوت هاتفه يعلن عن مكالمه وارده، اغلق المذياع وضغط زر الاجابه دون النظر للمتصل متلفظاً بنبره هادئه:-

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 

اتاه صوتاً لا يعرفه متلفظاً بنبره ارسلت الى قلبه راحه وكأنه صوت شخصٍ يألفه:-

"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اهلاً بِولد الغالين ... فينك يا بنى"

طالع "قصى" الهاتف ووجده رقماً غريباً لشخصٍ تعجب من الود الذى يحادثه به وتلفظ بجهل:-

"ممكن اعرف حضرتك مين"

تلفظ الاخر يعرف عن هويته:-

"معاك الشيخ بدران"

تلفظ "قصى" بتذكر:-

"ايوه افتكرت، انا خلاص قدامى نص ساعه واوصل المكان الى اتفقنا عليه"

اجابه الاخر بنبره لازالت محتفظه بلطفها:-

"هتلاقى حد من طرفى مستنينك هناك، اهم حاجه تخلى بالك من طريقك، فى حفظ الله يا غالى"

اغلق "قصى" معه بعد توديعه وتلفظ بصوتٍ شبه عالى :-

"اه من معارفك الى مالين الدنيا يا عمران" 

مرت النصف ساعه سريعاً ووصل "قصى" الى المكان المتفق عليه ووجد هناك سياره تنتظره، ترجل من سيارته بهيبته الخاطفه للأنظار وحلته الرسميه يطالع صاحب السياره المستند على مقدمتها وما ان اقترب "قصى" منه حتى تلفظ الرجل ذو الملامح السمراء الجذابه:-

"قصى العمراوى؟ "

اومأ "قصى" بخفه وقبل ان يتحدث شعر بجسده يرتد للأمام داخل احضان الاخر مما اثار تعجبه بينما استرسل الاخر بنبره ودوده محمله بترحاب:-

"اسوان نورت بجودك ... انا حسن حفيد الشيخ بدران "

تدارك "قصى" الوضع سريعاً يبادله العناق وبسمه مرتاحه رُسمت على ثغره متلفظاً:-

حرب مسلوبة "الراء". حيث تعيش القصص. اكتشف الآن