انا قدامك كأني بكلم حتة مني

1K 45 525
                                    


مشروبكم وروقانكم وتفاعلكم واستمتعوا

**** *** ****

في احد احياء القاهرة، تحديدًا بمنطقة سكنية تدعي عين شمس والتي كانت حيٌ من احياء الفراعنة قديمًا ولازالت مكانٌ يعيش فيه الناس لهذه اللحظة من مختلف الطبقات الاجتماعية بغالبية الطبقة المتوسطة

كان هناك ذلك المبني ذو الستة ادوار والذي اشتراه منذ أكثر من أربعون عامًا رجلًا ليرممه ويعيش فيه رفقة زوجته وبناته الأربعة وابنه الوحيد، مرت السنوات ليموت من مات ويبقي من بقي في ذلك البيت من أبناء وأحفاد الرجل وحتي سكان الايجار القديم والايجار الجديد، وفي احد البيوت التي يصدر منها أصوات الغناء والزغاريد عاشت عائلة صالح الهلالي، ذلك الرجل الذي تزوج من أحدي بنات صاحب المبني وبعد إنجاب خمسة ابناءٍ منها تم الطلاق بينهما وكان الرحيل ومن حينها ولم يراه الأبناء أبدًا لأنهم لم يعرفوا له طريق

عاش الخمسة ابناء رفقة والدتهم التي حاولت بقدر استطاعتها تربيتهم ودخل ابنها الأكبر إلي احد الجامعات المرموقة في مصر بمنحةٍ حصل عليها بسبب تفوقه ليصبح في الوقت الحالي من أصحاب شركات العقارات وكان باقية ابناءها ما بين من كان يعمل بمشاريعه الخاصة ومن فقد شغفه ومن كانوا لازالوا يدرسون ويملكون احلامًا يسعون لتحقيقها أو لا يعرفون ما هي الخطوة القادمة.

وقف ذلك الشاب في المطبخ وهو يدندن مع الموسيقي أثناء ما انهي اخر طبقٍ وجده في الحوض ثم وضعه في حاملة الاطباق، كان يستطيع أن يستمع إلي اصوات الغناء تعلو في الخارج مع الهتافات النسائية اثر تواجد الكثير من أقاربه في منزله

غسل يده ثم ابعد شعره الثلجي للخلف بعيدًا عن عيناه البنية، كان يرتدي قميصٌ اسود بلا أكمام رياضي وبنطالٌ قصيرٌ احمر يصل لمنتصف فخذيه من تلك السراويل التي يرتديها الرجال في الشواطئ، كان يرقص بخفة علي الموسيقي وهو يقوم بفتح أحد القدور الساخنة ثم يأخذ منها أصبع من محشي ورق العنب ويضعه في ثغره وهو يصنع اصواتٍ متلذذة ومتألمة في ذات اللحظة اثر شعوره بلسعة الطعام الذي لازالت النيران تعمل علي نضجه بشكلٍ كامل

"نوح!"

التفت ينظر إلي سيدةٌ في منتصف عقدها السادس تدلف إلي المطبخ لتقول بعدما نظر لها بورطة "ياض انت مش لسة فاطر؟"

قال وهو يبتسم لها "طب اعمل ايه ياماما المحشي لا يقاوم"

ضحكت بخفة وهي تقترب ثم اخرجت أحد الاطباق لتضع له بضعة اصابع منه ليأخذها وهو يرقص بأستمتاعٍ علي أثر دخول فتاةٌ قصيرة الطول إلي المطبخ

نظر لها ليبتسم بخفة ثم يقترب منها ويرقصون سوية في المطبخ المزدحم بمختلف أنواع القدور والأطعمة رفقة صراخ والدته لهما، نظرت إلي الفتاة قائلة بغرابةٍ

بيت جِدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن