الفصل الخامس: الحيرة

1 0 0
                                    


******
الفصل الخامس:

الحيرة

●●●●●●

●●●●●●

"أينتهي بي المطاف في نفس المخدع مع ذاك الأخرق؟"

خاطبت نفسها وهي تناظر هيئتها بتلك الغلالة في المرآة... وقد قشعر بدنها بمجرد تخيلها للموقف، وكانت تجزم في نفسها أنها لن تسمح له بلمسها مهما كلف الأمر

آنا:" كم أنا جميلة!.. جذابة ومثيرة.. لن أسمح بضياع كل هذه الفتن مع ثلاثيني قذر"

غريب أمرها كيف تتعامل ببرود وكأن شيئا لم يكن.. تمدح نفسها وتتصرف ككل أقرانها من الفتيات... لا تجزموا أنها غير مهتمة لكل ما يحصل حولها.. وداخلها..

هي لم تتعافى.. ولن تتعافى،
لكنها مجبرة على التخطي.. مجبرة على تحمل أوجاعها وهضم خيباتها وتجاوز كسورها وتقبل واقعها... مجبرة على التأقلم مع هشاشة روحها... لا بد من إكمال يومها..تتجاهل كل ما تمر به..ولا تعطي أي شيء تلك الأهمية التي حتما ستجعلها تجن إن فعلت...

لكن مهلا... برودها وأناتها و هدوؤها... كل هذا ذهب مهاب الريح في حضرة الأمير ألبرت... بكلمتين منه أبدت هي غضبها،تمردها، همجيتها و مدى استفزازه لها... سقط قناع الصمود في ذاك المقام وتصرفت بسجية مطلقة...

كلما تذكرت موقفيْها معه تكاد تنتف شعرها لشدة الغضب.. لأول مرة على الإطلاق تتعامل هكذا مع شخص غريب وبهذه العفوية

لا تريد أن تبدي شخصيتها لأي كان.. فقط تود أن تلتفّ على نفسها وتحمي ذاتها من كل دخيل..

لا للحب... لا للرفقة... لا للعلاقات

تمنع نفسها عن هاته الأمور الثلاث وتتابع حربها غير آبهة لكل ماهو حولها.

طرق نيكولاي الباب مقاطعا جلسة تأملها لنفسها... فدخل المضجع بعد سماعه إذنها، ليجدها جالسة على المخدع فدنى منها وجاورها الجلوس.. واحتظنت عيناه هيأتها الساحرة.. بذاك الثوب الرقيق والملتصق بجسدها... منظرها ذاك كان يدفعه للخضوع لها والإمتثال لجميع رغباتها فقط كي تسمح له بالتنعم بها...

لكنه تماسك.. من يخضع؟ أنا أخضع؟... بل أحصل عليها قسرا إن لزمت الحاجة
فكما يقال.. للضرورة أحكام

إقترب بجذعه نحوها وأمسك خصلة من شمائلها يلفها حول إصبعه بينما قرب أنفه من عظمة ترقوتها..
فنقرها بأرنبة أنفه بينما يمرره عليها... يشم ريحها الجميلة... أغمض عينيه يتنعم بها...
لا يدرك أنها الجحيم الذي سيحترق بناره من الآن فصاعدا

 عنقاء الجليل - نزيف متمردة-Where stories live. Discover now