"الفصل السادس"
«وثيقة طلاق!»
______________________________فينك يا أبو علي، وحشني.. عاش مين شافك يا راجل.
صدح صوت عُمير بتلك الكلمات، وهو ينظر إلى ذلك الذي جلس أمامه لوهلة، ابتسم له حسن بخفوت يربت على صدره بترحاب قائلًا:
_مين يصدقك أن صاحبي وأخويا واللي كان بيعرف بتنفس الهوا امتى وازاي بقي بيكلمني بالصُدفة! أو نسي أنه كان عنده صاحب، غريبة الدنيا._مشاغل تلاهي، الدنيا تلاهي يا حسن، بتسحبك جواها لغاية ما تخليك تنسى اسمك، بس دا ميمنعش انك صاحب عمري وهتفضل أقرب صاحب ليا.
نطق بها عُمير بابتسامة واسعة أضافت له جاذبية، بينما همهم له حسن بإيجاب، وهو يقول بنبرة متعبة:
_بس! صاحبك حبيبك تعب.عقب بها بضيق ممزوج بالتعب الشديد والحزن الذي غيم على محياه، نفسه البشرية قاسية جدًا عليه قبل أن تكون على أحد آخر، بصدق قالها وهو ينوي البَـوح لعُمير بكل ما حدث في فترة غيابه الأخيرة، لكن كيف يخبره بذلك؟؟
هو خجل جدًا من أفعاله، كونه رجل بالغ يعرف مقدار الخطأ الذي هو واقع به، ويعرف أنه رجل متزوج يحب زوجته وما مان عليه الانجراف في ذلك الطريق أبدًا، ثم أكمل يتنفس بعمق متنهد تنهيدة ممدوة وتشدق:
_أنا واقع في الغلط، وأنا عارف أنه غلط غصب عني لقيت نفسي بروح لطريق لا شبهي ولا أنا حابب أكون في، معرفش إيه اللي وصلني لهنا، بس أنا مش كويس حاولت يا عُمير.. حاولت أبعت ومنع نفسي بس بضعف، أنا عارف النفس البشرية مهتزة وضعيفة وبتحب المعصية، بس أنا مش عايز أكون في النار.. مش عايز أفضل قرفان من نفسي.هز عُمير رأسه بفهم وهي يبتسم له بهدوء، ثم تحمحم يقول بابتسامة هادئة حنونة لصديق عمره وجميع مراحل حياته، ذلك الذي كان دائمًا بالجوار بالقرب منه يسانده الآن يطلب منه المساعدة فكيف لا يفعل هو؟؟
_من صـدق في ترك شهوة، أذابها الله من قلبه! خليك فاكر الجملة دي كويس يا حسن، النفس البشرية مهتزة جدًا وضعيفة وهَـشة وسهل تقع في المعصية، متقولش أنا خلاص هتوب ودي آخر مرة وبردو تعمل الغلط هتوب المرة الجاية، لأ أنت مش ضامن عمرك مش ضامن هتموت امتى ما ممُـكن تموت وأنت بتعمل الذنب دا!!
إن الله غفورٌ رحيم، لكن متنساش إنه شديد العقاب، واحنا مش قد العقاب، احنا أضعف من اننا نستحمل دقيقة واحدة في جهنم، توب مرة واتنين وعـشرة أن الله يحب التوابين والأوابين.. والإيد اللي توجعك اقطها يا حسن، أنت راجل الحمد لله عندك من نعم ربنا ما يكفي ويزيد، زوجة صالحة بيت دافي ترطع لي بعد يوم متعب، عندك شغل كويس وعيشة مرتاحة.. احمد ربك يا حسن وصون النعمة ساعات الذنب بيشيل النعم، ونصيحة متقفلش كل الأبواب مهما عملت ذنوب خلي بينك وبين ربنا بابا عشان ترجعله.. واختار أهم باب وأهم حلقة وصل الصلاة، مهما عملت ذنوب سيب بينك وبين ربنا باب مفـتوح.
أنت تقرأ
سُبل العشق
Romanceسُبل مفقودة، وعشق قديم قد هُجر! وحبٌ دافين قد رُفض وجرائم يعذب اصحابها بأعذب الطُرق، عن قلوب مُلطخة بآثام العشق قبل الحُب! عن عشق نُسج مِن رحم المُعاناة.. ليحكي لنا عن أول حرب بين عائلتين واحدة من الأشراف والآخرى ذات الشيء!! حربٌ يتخللها العِزة...