"الفصل الخامس"
«طلب زواج»
________________________________"القاهـرة"
_في إيه يا حسن، اسلوبك متغير معايا.. أنت بطلت تحبني؟؟
_أوف مش هنخلص من أم الزن دا؟!
قالها حسن بضيق شديد يمسح على خصلات شعره البنية بعصبية خفيفة، يرجع رأسه للخلف يستند على الأريكة يتنفس بتنهيدة عالية، بينما ابتسمت هي له بسمة ساخرة ونطقت:
_قول انك زهقت مني ومش عايز تكمل معايا.. أو لقيت الأحلى مني! بقيت كل شوية باصص في التلفون، بالك مشغول وبتتكلم معايا على قد السؤال ليه يا حسـن!؟زفر بحدة زاجرًا إياها، ثم قال بفتور:
_مش فاضي لخناقاتك السخيفة دي! سبق وقولتلك ضغط شُغل.. في ايه لما تستحملي جوزك وهو مضغوط.حسنًا هو يعلم تمام العلم أنه مُذنب مُذنب بشكل كبير جدًا في حقها وحق نفسه أولًا، لكن بالطبع لن يخبرها بذلك ويخبرها أنه أصبح يشعر بالنفور منها ومن قُربها منه طبعًا، ولكن لا بُد من السيطرة على الوضع حتى لا تتأذم علاقتهم أكثر وصل الأمر لنُقطة لن تعجب أحدهم، رفع بصره صوبها يطالعها بعدم تصديق، فهي تضربت كفًا بالآخر ثم هقهقت بسخرية لاذعة تعقب:
_ضغط!! ضغط إيه دا إن شاء الله اللي يخليك تبطل تقرب من مراتك؟؟ انهي شُغل دا اللي يخليك ليل نهار باصص في التلفون.. ما تقولي يا حـسن شُغل إيه دا.._شُغل.. شغل يا حنين هيكون ايه يعني؟!! أنا بحبك والله بس مضغوط افهميني لو سمحتِ.
قالها برجاء وهو يضع رأسه بين راحة يده بضيقٍ شديد يتنفس الصُعداء عاليًا، فتنهدت هي تنهيدة ممدودة بعمق ثم جلست على الأريكة بجواره تزيل دمعة فرت هاربة من ملقتاها، تطلق زفيرًا حاد
بينما هو حدق بها بملامح مطربه يشعر بضيق تحتل صدره،ثم رفع بصره ينظر لمحياها بألم هي من كانت حلمه مُنذ الصغر.. كانت رفيقة لاحلامه.. وهنا أيامه، دائمًا ما كان يحلم بها بقربه زوجةً لها وأم لأولاده، لكن الآن لا يعلم ما أصابه حقًا! بات جافًا معها مشاعره باتت خاوية أصبعه ينفور قُربها عجبًا لتلك النفس التي تسحبك بهدوء نحو الجحيم.
نهض من مضجعه يتناول هاتفه بخفة، وهو يتحمحم بخشونة قائلًا بنبرة عادية:
_أنا نازل.. مش هأخر، لما أرجع عايزك تكوني فكرتي في كلامك وحياتنا سوا.هتفها ورحل ببرود، تركها غارقة في كوابيسها كوابيس جأت ركضًا بعد حلاوة الأحلامها تلك الأحلام الوردية، ظلت تنظر في أثره حتى أغلق باب المنزل خلفة بصفعة قوية.. كأنه هو من تشجار مع وليس هي!!
_________________________________
_النهاردة بليل.. استنيني جاي أشرب عليكِ شاي.
قالها بدر لتلك التي تجلس أمامه تراجع بعض الأوراق بتركيز، وتزامنًا مع جملته صوبت بصرها نحوه تبتسم بخفوت وقالت بمزاح:
_ما أنا عارفــة يا بدوره، أبقى نوع في الجاتوه بقى! أصل بابا بيحبها باللوتس.
أنت تقرأ
سُبل العشق
Romanceسُبل مفقودة، وعشق قديم قد هُجر! وحبٌ دافين قد رُفض وجرائم يعذب اصحابها بأعذب الطُرق، عن قلوب مُلطخة بآثام العشق قبل الحُب! عن عشق نُسج مِن رحم المُعاناة.. ليحكي لنا عن أول حرب بين عائلتين واحدة من الأشراف والآخرى ذات الشيء!! حربٌ يتخللها العِزة...