الفصلُ الثالثِ: "المجهولُ باتَ معلومُ؟"

20 0 0
                                    

الفصلُ الثالثُ: "المجهولُ بات معلوم؟"
.
.
.
" قيلَ لي كثيرَا ان لا قلبُ ليِ و انه حجرُ
و انَا لضعفِي و جبنِي بكلامهمُ كنت ٱقنعُ
حتىَ تناسيتُ ما هوُ الحبُ و الشعرُ
لكنِ حينَ اتيتِ انتَ،  جعلتنِي افزعُ!
كيفَ يعشقُ المرءُ عيونَنا و فيهَا يغرقُ؟!
غريبُ امرِي،  فباتَ تأملكِ هو الاروعُ
نسيتُ ما قيلِ و قالَ و وجدتنِي لكِ اقعُ
أانتِ فخُ او خطيئَة لا ابالِي لانِي دومَا كنت الاشجعُ
صدقينيِ الموتُ في حضرتكِ يعدُ الانتصارَ الاعظمُ
فلا حياةِ دونَ عيونكِ و لمساتكِ و سحركِ
و لو كانَ قتلِي الثمنُ فاني واللهِ لا امانعُ "
.
.
.


وعن الفرق بين البوح للغرباء والاصدقاء في رواية الليالي البيضاء يقول دوستويفسكي:

نكتشف في النهاية أن البوح ليس سهلا للمقربين كما يتصوره الآخرون ، بل صعب جدا ، و البوح للغرباء متعة و راحة و أمان ، لأن كل ما ستقول سيذهب معهم حيث يذهبون ، و لن يفهموا سوى ما تريد ، سيقفون بجانبك ، سيدعمونك ، يضحكون و يبكون معك ، لأنهم لا يعرفون أحدا من الحكاية كلها إلا أنت ، فأنت بطلهم .

___________________

العاشرَة ليلاَ من يوم اللقاءِ بتوقيتِ: "  البحثُ عن انثَى الفضولُ"

" اليكساندرَا ميلسْ،  كاتبَة روائيَة و شاعرَة ذات جنسيَة فرنسيَة،  في عمرُ الثالثِ و العشرينِ،  لديها اربعُ رواياتِ منشورَة،  اغلب مواضيعهٌَا رومانسيةِ حزينَة،  اشتهرتُ بوصفهَا لحالاتِ الحزنِ و الحبُ في كتاباتهَا و ربطهَا للواقعِ،  تعيشُ مستقلَة عن عائلتهَا و لا نعلم السببُ بحيثُ هم في بلادِ اخرى،  تقدمُ عدة معارضِ للكتابِ،  محبة للفن و خصوصَا ما تقدمهُ انتَ، لذا كانت مستعدَة لشراءِ كل لوحاتكِ، حالتهَا العاطفيَة يرجحُ انها عازبَة لكن لا شيءَ مؤكدُ! "
"هذَا يكفِي! " قالَ الكسندر مقاطِعا كلام لويس، تنهد المعنِي ليقولُ " مابالُ الصدفِ معكمَا؟  لا يعقلُ ان تحملاَ ذاتِ الاسمِ ايضَا؟! "، لم يهتمُ الكسندر بكلامِ لويس لانهُ وجد الامرَ محببُ لقلبهِ " الكسندر و الكسندرَا" جلسَ و قد اشعلَ سيجارتهُ يفكر فيما توصلُ له لويس من معلوماتِ سطحيَة بشأن انثى الفضولُ،  و غاص في افكارهِ الخاصةِ مجددَا.......

_____________________

كنتُ اعلمُ انه منذُ ان علمتُ انها تقرأُ لدوستويفسكي،  انهَا لن تمرَ مرورَ عادِي،  فلهذهِ اللحظة عطرهَا الفرنسِي مزالَ في ذاكرتِي،  عيونهَا البينة المتسعَة تلكَ كأنها بنُ قهوَة جعلتنِي ادركَ ان القهوة ليست الادمانَ الوحيدَ الذي اعانِي منهُ،  فقد انضمت عيونهَا للقائمَة و قد تصدرتهَا،   و لم يزدنِي اللقاءُ بها في مكتبِي داخلَ متحفِي سوَى شغفَا، حبهَا للشايِ،  رجفَة اناملها الصغيرَة و طلاء اظفارهَا الاحمر المتناسقٌ مع شفتيهَا تلكَ التي تبدُو مغويَة حد الاقترابِ و غزوها،  خصلاتِ شعرهَا المتمردَة،  ابتسامتهَا الواسعَة التي جعلتنِي  اننِي للتوِ ادركتُ معنَى الابتسامِ بالتاليِ الحياةِ،  لم يغبِ ابدا عنِي مرضهَا النفسيِ اضطرابُ الهلعِ و كيفَ انها كانت تعانِي بين يديِ بتلكَ الطريقَة التي اشعرتنِي بحسِ المسؤوليَة و رغبَة كبيرة في الحمايَة،  هي كانت انثَى حقيقيَة و عفويَة،  لم تمانع وصفَ ما ارسمُ بشكلِ يجعل المستمعَ يرغب برؤيةِ تلك اللوحاتِ.

فنُ العِشقْ!Where stories live. Discover now