<<1>>

106 11 10
                                    

قصة قديمة تعتبر من الأساطير كانت ترويها لي أمي مرارا وتكرارا قبل النوم سبب تكرراها لي أن تلك هي رغبتي دائما وكان ذلك قبل 13 سنة من الآن حيث كنت بالخامسة من عمري ، كانت ليلة شتوية باردة وبينما تحتظنني خيوط الدفئ الخاصة بغطائي ناصع البياض أقول لوالدتي "أمي أريدك أن تساعديني على النوم" لقد كنت وقتها أشعر بالنعاس الشديد ومن شدة الدلال الذي تعاملني به أمي فهي لا ترد لي طلبا وفقط قالت "حسنا كيف تريد مني أن أساعدك يا صغيري" لأقول بحماس بسيط " قصّي علي قصة " لتهمهم بالتفكير في قصة ما لم أسمعها من قبل وبدلا من أن أنتظرها فقط قلت "أريد أن أسمع قصة أسطورة عقدة التنين أمي" ضحكت عندها أمي برقة وقالت " مع أنك فتى في الخامسة من عمره الا إنك تريد سماع قصة رومانسية طوال الوقت"
لأسألها سؤالا بريئا "ماهي الرومانسية؟" عندها لم أعطي لأمي مجالا للراحة من الضحك لأنها سمعتني انطق الكلمة بشكل خاطئ لذا ضحكت كثيرا وما أجملها من ضحكات ، ثم قامت بالتربيت على رأسي بحنان وقالت "إنها شيء جميل سوف تعرفه عندما تكبر"
وبعد ذلك في جو دافى واضواء المصباح الخافتة بدأت أمي بسرد تلك القصة وقد سردتها كالآتي/
"كان يا مكان في قديم الزمان قبيلة كورية معتقداتها حول الحب والإرتباط معقدة وقوية وغريبة أيضا وكان كل ثنائي أو زوجين مرتبطين عن طريق مخطط معين يسمى مخطط الكون يقوم بجدولته الشامان(مشعوذ) الخاص بالقبيله حيث يعطي لكل واحد منهما سوارا رقيقا ذو خرزات حمراء مع واحدة كبيرة على شكل قمر تتمركز بالمنتصف

ينقش على كل سوار منهما مقطع واحد من كلمة حب بالكورية
(사랑, حب، سارانغ)
والأقرب لك مفهومها شبيه جدا بمفهوم أساورة الثنائي في عصرنا هذا غير أنها مربوطة بمفاهيم روحانية ، حيث كان السوار الذي يحمل المقطع الأول (사) يعطى للفتى المختار بينما السوار الذي يحمل المقطع الثاني (랑) يعطى للشخص الذي يقرره الشامان بقوته الخفية ، حيث لا يكونون على معرفة ببعضهما وتتشابك طرقهما بطريقة ما بدون أن يكونا على علم بهذا ،
وما إن يحصل ذلك حتى يتحول لون خرزات الأسورة للون الأبيض ويختفي قفل السوار ويصبح قويا غير قابل للتلف ولا يمكن لهما أن ينزعاه مهما كان إلا في حال موت أحدهما ، في كل مرة تحدث مواقف عاطفية ودودة بينهما وتتقاطع طرقهما تتلون إحدى الخرزات باللون الأسود وعلى حسب قوة المواقف فإن عدد الخرزات التي تتلون يزداد ، وما إن يكتمل عدد الخرزات الملونة فإن ذلك السوار يفك ويتلاشى في الهواء وكأنه لم يكن موجودا وهذا دليل على أن كلا الشخصين قد أحبا بعضهما بصدق وسيعيشان سويا في سعادة وهناء .
يقال أن تلك الخرزات صنعت من دموع أنثى تنين قد تم احتجازها من قبل صائدي التنانين ليحدوا من عملية تكاثرهم لأن في ذلك خطرا على أهاليهم
ولأن التنينة كانت قد فارقت المكوث مع زوجها و نصفها الآخر وفقط مقيدة في كهف بعيد أعلى الجبال كانت تبكي بحرقة ودموعها التي كانت تنزل على شكل حبات كانت خرزات من دموعها المملوءة بالشوق والتي صنعت منها الأسورة تلك بعد أن ماتت وهي مشتاقة لذا ألم فراقها واشتياقها كان كالتعويذة التي تجمع كل المحبين أينما كانوا حتى ولو كانوا لا يعرفون بعضهم لكي لا يذوقوا مرارة الفراق والإبتعاد"
كان من المفترض أنني أشعر بالنعاس وقد نمت لكن سماعي لهذه القصة يجعلني أكثر نشاطا وأفكار جديدة تلج داخل رأسي بمجرد سماعها لذلك قلت بعد أن سكتت والدتي " أنا أيضا أريد مثل هذا السوار"
ابتسمت والدتي ابتسامتها التي أحبها وقامت بقرص وجنتي ثم سألتني "ولما أيها الشقي؟"
لأرد بكل براءة "أليس من الرائع أن يقابل الشخص شخصا يحبه بصدق؟"

المملكة || The Royal 👑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن