<<12>>

35 6 10
                                    

صعد جونغهان إلى غرفته برفقة والدته التي لا تنفك تشعر بالقلق من أجله لتقول "بني هل أنت بخير حقا؟ هل تحتاج شيئا ما؟ أخبرني" يعدل عندها جلسته على سريره بينما يضم قدميه وينظر باتجاه والدته قائلا " أمي العزيزة لا تخافي علي أظن بأنني أستطيع أن أعيش حياة بلا ندم هكذا ، لطالما أردت أن أعيش في كوكب وردي مثلك أنت وأبي ولكن قدر لكوكبي أن يكون بنفسجيا ههه" ضحك بكل وداعة مرفقا بذلك إشارته إلى عينه التي تحولت بواسطة سبابته
ابتسمت والدته رفقة عينيها المتغرغرتين ومسحت على رأسه قائلة " أنت حقا لا تفشل في صنع ابتسامتي حتى في أسوء الأوقات بالنسبة لي ليحفظك الرب يا بني " بعد ذلك قامت متجهة نحو الباب والخروج من الغرفة كان مقصدها، لتقف مرة أخيرة وتقول "ارتح قليلا لقد خضت الكثير جملة واحدة" وأغلقت الباب بعد أن أماء لها إبنها بالموافقة ، قام جونقهان بالتمدد على سريره وينظر فقط مباشرة إلى السقف وكأنه لا يستطيع التفكير في أي شيء ، رغم أنه من الطبيعي أن يكون عقله مزدحما بأفكار متراكمة ، بقى على حاله لما يقارب العشر دقائق ثم نهض ووقف أمام المرآة يتأمل عينه الجديدة والتي تعطيه من حجم طاقتها ما يثقل كاهله، تمعن في النظر كثير ثم بدأ بمحاولة تغطية وجهه بطريقة ما كان ينزل غرته الحمراء أمام عينيه بشكل مشؤوم حتى سمع صوته غير أنه قادم من اللامكان يقول "مالذي تفعله؟ لا تغطي وجهك سونغتشول لا يحب هذا" يبعد غرته متفاجأ ثم قرر أن ينظر اتجاه المرآة بعين واحدة فقط والتي تكون عينه البنفسجية حيث قام بإغلاق الأخرى ، لتجذبه عندها بؤرة زمنية مخيفة أرعدته حد الجنون ويجد نفسه يقف كطيف في غرفة ملكية فخمة مظلمة ويسمع صوته مرة أخرى بشكل واقعي أكثر يقول " أنت جونقهان أليس كذلك ؟ توأمي من عالم الأحلام " يلتفت جونغهان مصدوما لأنه ولأول مرة يقابل نسخته من عالم آخر لذا حاول فورا إن يتحدث فهو لم يفعل ذلك من قبل ليقول بشكل حنون رغم غرابة الموقف "هل زارتك السعادة ام أنك لازلت حزينا ؟" لم يعلم أن صوته كان مسموعا فقد ظن أنها أحلام يقظة مثل أيام طفولته ولكن اللورد جونغهان قال "أظن بأنني أستطيع الإحساس بها بعد ارتباطي بك ، أنظر انا أيضا لدي عين بنفسجية" كان اللورد يتحدث بعفويته ولطفه المتعارف عليه ، عندها تقدم جونغهان منه ووقف أمامه مكتفا يديه على صدره وقال بجدية لطيفة "لقد قلت إن سونغتشول لا يحب أن أغطي وجهي ، ها أنت تغطيه ألست أنا أنت ؟" ليقول اللورد بخوف "ولكن.." وقبل أن يكمل كلامه يقول جونغهان "لا أعلم ماهية ظروفك ولكن إن بقيت خائفا هكذا فلن تستطيع تحقيق أي شيء، لعلمك انا لا أخاف من شيء أبدا لا تشوه سمعتي بين العوالم ههه" ضحك جونغهان بعد كلامه لدرجة أنه جعل من ابتسامة اللورد تتسع بقوة لأول مرة وقال "حسنا سأحاول" لم يتحدثا بشيء بعد ذلك وفقط تبادلا البسمات ثم عاد جونغهان إلى عالمه بشكل سريع ومفاجأ ، ظل ينظر حوله كأنه تائه ومستغرب فيما قد حصل للتو ولكنه إبتسم وقال مع نفسه 'سعيد بمقابلتك يا أنا' وفورا ازداد التصبغ الأسود مجتاحا حجر القمر الخاص بجونغهان ذو الخصلات الحمراء ؛ توجه إلى سريره مرة أخرى واستلقى تحت غطائه فلن يكذب على نفسه ويقول أنه لم يشعر بالتعب وسفرته هذه من عالم إلى عالم زادت من شدة تعبه ، لكن قبل إغماضه لعينيه والإنتقال إلى عالم الأحلام قرر أن يحمل هاتفه واتصل مكالمة فيديو لمن؟ بالتأكيد حبيبه سونغتشول
حالما رأى تشول المكالمة رد سريعا ليرى ذاك المشهد الذي يسكره فقط بالنظر إليه وهو تلك الملامح النعسة والوجنتان الحمراوتان والشفاء الوردية التي لو لم يعلم العالم ماتكون الورود لكانت مصلا لولادتها، ليقول "هاني هل أنت بخير الآن؟" كان القلق يعتري ملامحه الجذابة ليرد جونغهان بشقاوة " آآآه أنت حقا مثل والدتي هل تريد أن ننفصل قلقك الزائد يبغضني" يبتسم عندها سونغتشول لأنه قد اعتاد آنفا على طبع هان ولسانه السليط ليقول "الأمر ليس بيدي أنا أحبك حبا كثيرا حتى بات قلبي سيخرج من بين أضلعي فقط شوقا لرؤياك" يدعي حينها جونغهان أنه يمسح على رأس تشول من خلف الكاميرا ويقول " أنا محظوظ بك تشولي، أحبك" كان صاحب العينين الكبيرتين والشعر الأشهب متيما في حب الآخر لدرجة أنه لا يستطيع أن يتحدث كثيرا حتى تبع جونغهان كلامه قائلا "أنا بخير حقا ، وقد قابلت جونغهان الآخر والذي يستميت في حب سونغتشول الآخر كما تفعل أنت معي الآن هيهي" ليقول تشول " لن أسألك إن كنت بخير بعد مقابلته فيبدو انك سعيد بهذا ،هاني..."
يرد جونغهان متسائلا "امم ماذا هناك؟" ليقول سونغتشول بملامح هادئة " وأنا أيضا أحبك حبا أبديا صدقني أرغب في تقبيلك الآن "
يقول هان المشاغب "عليك الإنتظار أيها الشيطان الشبق هيهيهي ، غدا ..غدا سوف نتقابل "
يعبس تشول ويقول " هل ناديتني توا بالشيطان؟" ليقول هان " أجل ، فملاك آخر لن يقع في حب ملاك تتملكه لعنه ، لكن الشيطان لن يخاف من شيء كهذا وبدلا من لعنة القمر التي تتملكني ،أرى أن حبي لك هو من يتملكني" ، تعجب تشول بعد كلام هان " هذا ما يعنيه التحام الشخصيات إذا ! ، كيف كان جونغهان الآخر ؟ هل هو عقلاني وهادئ؟" قال عندها جونغهان بانزعاج بسيط واحتوت وجهه ملامح اللطافة "أجل وعلى ما يبدو أيضا أنه مطيع ومنظم ، إن غرفته أشبه بالقصر وملابسه تشبه ملابس الأمراء يبدو أنه أمير من العصور الوسطى " ليبتسم تشول ويسأله "ومالذي يزعجك في هذا؟" يرد جونغهان بملامحه نفسها قائلا " لو التقت به أمي لنبذتني مكانه واستبدلته بي " ، يتقلب تشول على فراشه وهو منسجم بالحديث مع حبيبه الرقيق سليط اللسان " هل يمكن أن تتاح لي فرصة لأقابل سونغتشول الآخر؟ أريد أن أعرف ما يكون وكيف هي شخصيته" عندها قال هان بحماس " لقد قابلت نسختي بواسطة عيني الجديدة هذه ، إذا قابلته مرة أخرى سأسأل عن نسختك أيضا " ضل سونغتشول يتأمل ملامح جونغهان بعد أن أشار الأخير إلى عينه الجديدة مطولا ثم قال "حبيبي ، أخلد إلى النوم وارتح فلدينا غدا دوام على كل حال " بينما يتثائب الآخر ويقول " لقد كنت سأنام على كل حال ، أجبرت نفسي فقط على الحديث معك بما أنك تشتاق لي وتهيم في حبي" ضحك سونغتشول على هذا الكلام وقال "تصبح على خير ، أحبك" ليقول الآخر "وأنا أيضا"
ما إن أغلق سونغتشول الخط أمسك الهاتف وقبله بسعادة ولف نفسه بين ثنايا غطائه بينما جونغهان وضع الهاتف على قلبه يعانقه بكلا كفيه واحمرت وجنتاه خجلا وقال "إن قلبي سيخرج من مكانه ، لما علي استشعار الحب بطريقة نسختي الخجولة؟" ، واستمر كلاهما بالتفكير في بعضهما حتى ناما نومة هنيئة بعد يوم شاق كهذا اليوم .

المملكة || The Royal 👑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن