<<2>>

74 9 8
                                    

إستيقظت على ذلك الصوت اللطيف الذي أسمعه منذ الصغر وهو صوت العاملة اللطيفة تطرق الباب بخفة كل صباح وتسأل "سيدي الصغير هل أنت مستيقظ؟"
عندها أدركت أن الصباح قد حل وأنا لا أدري لأخرج بتكاسل من اللحاف جالسا على حافة السرير ثم قلت بصوت أجش بسبب النوم "أدخلي"
تتقدم تلك العاملة نحوي بخطوات ناعمة وخجولة وذلك بسبب عدم ارتدائي لقميص أثناء النوم وقفت أمام لتنحني كتحية ثم تقول وهي لا تبعد عينيها عن الأرضية "سيدي الصغير عليك النهوض وتجهيز نفسك للمدرسة فالوقت متأخر قليلا ، إذهب واستحم وستجد إفطارك جاهزا بالأسفل" ، لأسأل وأنا متوتر بعض الشيء من إجابتها " وماذا عن أبي؟" لترد ذلك الرد الذي لم أرد سماعه حقا حيث قالت "إن سيدي الرئيس قد تناول إفطاره بالفعل وخرج قبل قليل متجها إلى العمل" ، عندها وقفت بغضب وصرخت مع أنه كان صباحا ولم أختلف عن أبي في هذه الصفة وقلت "لماذا لم توقظيني مبكرا؟ هل تعجبكم مسرحيات الاكشن التي ترونها كل يوم؟" لتقول بكل هدوء وراسها مطأطأ إلى الأسفل " سيدي أنا آسفة لم أتعمد فعل هذا ولكنك ، بقيت الليل كله تحلم بكوابيس وتهذي بأن روحك قد غادرت حتى إني حسبت أنك مريض، لذا عندما هدأت أردت أن أعطيك مجالا للراحة"
شعرت بالأسف اتجاهها فمعاملتها لي واهتمامها أشبه بالأخت الكبرى من هذا العمل الذي تقوم به ، لكنني لم أتأسف أو أقوم بشيء مشابه وفقط أخفضت نبرة صوتي وقلت لها "حسنا إذهب ففي النهاية حياتي مقدر لها أن تكون خالية من الراحة مهما حاولت" ، إنحنت بأدب وانصرفت بينما قمت أنت بالتنهد بلا طاقة ككل يوم واتجهت إلى الحمام لكي أستحم واستعد كما طلب مني ؛ عند انتهائي من كل هذا خرجت من غرفتي وبقيت أسير وسط ذاك الممر الطويل المفروش بأرقى أنواع المفروشات ومعطر بعطر راقي حتى وصلت إلى الدرج الذي علي النزول منه لأصل إلى قاعة الطعام ، نظرت نظرة عميقة إلى المنزل الفارغ والذي لا يحتوي على أي نوع من الطمأنينة وليس به حتى صوت واحد يمكن أن يشعرك بأنك لست وحيدا ، فقط أثاث راقي وطاولة طعام كبيرة جدا بلا سبب لا حياة فيه إلا عندما تخطو العاملات لأداء واجباتهن ، لأقول في نفسي 'مع أن ذلك كان منذ وقت طويل إلا أن روح المنزل غادرت مع مغادرة روحك يا أمي'
بعد ذلك تحاملت على نفسي ونزلت ذلك الدرج الطويل ذو المنحنيات لأصل لقاعة الطعام وأجلس بهدوء أتتاول وجبة الإفطار المنوع بملل تام وما إن شعرت أنني لا أستطيع مواصلة إجبار نفسي على تناوله نهضت حاملا حقيبتي وخرجت من المنزل أشق طريقي نحو البوابة الرئيسية عبر حديقة المنزل الشاسعة وعيناي فقط تنظران إلى سيارة السائق التي تنتظرني خارجا ، لكن صوت مدبر المنزل أوقفني قائلا "سيدي الصغير هذا طرد لك من جدتك بأمريكا" أنهى كلماته وهو يمد ذاك الطرد وهو منحني تسعين درجة كاملة أخذت الطرد وفقط قلت "شكرا لك " انتظرني حتى أصعد السيارة ثم استقام لا أعلم لما يعاملني هكذا مع أنه أشبه بوالدي من والدي نفسه .

المملكة || The Royal 👑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن