مع تسلل اول شعاع صغير للشمس بدأت الأزهار في النهوض من سباتها العميق، بدأ هواء الشتاء الملفح بعطر الاريج الرائع في التجول بين أنحاء عالمنا الصغير.
بدأ كل شيء بالنهوض إلا بطلنا؛ فقد كان مستيقظ بالفعل، شارد بين ثنايا عقله العميق المكركب بدا وكأن عقله يشبه قصرا قديما قد بلى عليه عقد من الزمن، مهجور لا يقطنه احد حي إلا العناكب، ظلمة الليل الجاحد قد افترشت ارضه فما عاد للسجاد القديم فائدة في تزيين ذلك القصر،
اصبحت هذه عادته الجديده، الشرود لا غيرهكان ممدد علي السرير وهو يتامل سقف الحجرة، لا يتحرك او ينطق بكلمة، بدأ المنبه في حفلته الراقصه معلنا علي أن الساعه أصبحت السادسه صباحا وهو موعد الاستعداد للمدرسه. مد يده ليسكت المنبه وبدأ في النهوض من سريره، إتجه نحو خزانة الملابس وبدأ في إنتقاء ملابس عاديه لم يكترث لمظهرة ولا لشكله العام كل ما اراده هو أن ينتهي ذلك اليوم بسلام، أنهي ربط حزائه و نزل من الطابق الثاني الذي تقع فيه غرفته و أخذ حقيبته من علي الاريكه فهو تركها عليها من ليلة البارحه كانت ما تزال امه نائمه وكذلك جميع اخوته إلا جاك.
وجده جالسا علي طاولة الطعام ممسكا بهاتفه و يتفقده، لم يلقي عليه التحيه حتي و اتجه نحو الباب ولكن سرعان ما توقفت يداه عن الحراك حين نداه جاك من دون أن يُزيح عينه عن هاتفه حتي.
إاى اين ذاهب؟
من وجهة نظرك العظيمه إلى اين ساكون ذاهب في وقت كهذا و على ظهري حقيبه مدرسيه؟!
لم اقصد هكذا كنت اقصد إلى اين ستنتهي هذه الرحله؟
إلى متي ستظل تعيش في حالة الضعف تلك. إلى اين سينتهي بك المطاف؟ هل أصبحت تستمتع بهذه الحالة التي بنيتها حولك، هل تعتقد انك حقا تعيش حياتك بشكل طبيعي انت حتي لا تتنفس يا باتريك لقد وضعت نفسك في وضع سيء جدا، لقد استسلمت من اول هزيمه تلقيتها و اوقفت مسار حياتك، انا إن كنت مكانك لكنت انتقمت لنفسي لا أن اتقبل هزيمتي.
عليك أن تتعايش مع فكرة انك قابل للترك و النسيان في كل مره تظن انك ثمين لدي احدهم
هذا كل ما لدي كأخيك واتمني لك يوم سعيد و ارجو ان تفكر فيما قلته لككان واقف بلا حراك امامه يتلقي تلك الكلمات دون إجابة او ردة فعل، نزلت تلك الكلمات وكانها صاعقة، ايقظت في نفسه شئ كان قد مات، انتظر إلى ان انهي جاك كلماته و ذهب بدون رد و اقفل الباب خلفه، إتجه نحو المدرسه لا يهتم لأي احد في الشارع لا يهتم للناس او الطيور او حتي الهواء القارس الذي يُثلج كل شئ حي،
وصل إلى باب المدرسه و دخل فوجد فاليريو واقف مع صديقين له القي عليهم التحيه و ذهب ليجلس بعيدا وحده فهو كل ما يحتاجه الان هو الجلوس وحيدا
وجد مقعد بعيدا عن تجمعات الطلاب جلس عليه، و ظل يفكر.....استسلمت لكل شئ، انا الذي كنت ارفض دائما ان يستسلم احدهم من اجل اي شىء و لأي سبب كان، استسلمت وقد تلف كل شيء بداخلي، المؤسف في الامر ان من اصابني بتلك الخيبه كان الاقرب لي، وكنت اباهي به الناس يوما!
أنت تقرأ
مُتَيَّمٌ بِكَ "𝑬𝒏𝒂𝒓𝒎𝒐𝒓𝒆𝒅 𝒐𝒇 𝒚𝒐𝒖"
Romanceلتجد ما تبحث عنه تأكد بأنك ستمر بأسوأ مما تتخيل ✨