جائت الشمس تتمختر كعادتها في عالمنا الصغير وها هي بدأت بالتسلل الي غرفة باتريك علي امل ان تزرع في قلبه بهجة جديده ليوم جديد ولكن ككل مره بائت محاولاتها بالفشل المعتاد...
.
.
.
.استيقظ باتريك علي الرغم من انه لم ينم غير اربع ساعات فقط، اصبح سواد الليل يسكن تحت جفنيه لا يعجب حاله احد لا امه ولا اصدقائه ولا حتي نحن.
بدأ في ارتداء ملابس المدرسه و دعته امه لتناول الافطار و جلس صامتاً مثل الصخر بدا في التقليب في طبق الرقائق التي امامه يحاول ان يأكل لكن بلا جدوى، لاحظته امه فأرادت ان تخرجه من حالته تلك
الام: ما رأيك باتريك في هذا الفطور
باتريك: جيد
الام: لكنك لم تتذوقه حتي
باتريك: لقد شممت رائحته
الام: حسنا ما رايك في ان نذهب انا وانت لزيارة قصر الثقافه بعد المدرسه فانت تحبه وتحب القسم الخاص بالرسم ومن المؤكد ان مدرساتك اشتقن لك
باتريك: لا اريد فأنا لا ارسم الان، حسنا لقد انهيت الفطور وسأذهب الي المدرسه الان وداعا
خرج باتريك من المنزل ونظر الي الشارع الذي كانا يسيران فيه معا لكنه غير وجهته وقرر السير من شارع اخر فهو لا يحتاج لبكاء صباحي فقد اكتفي بليلة امس
توجه الي مدرسته و دخل من بوابتها الكبيرة و قرر ان يجلس بمفرده كالعادة، اخرج هاتفه و بدأ بالتقليب حتي رأي امامه ظل يوحي بأن شخص ما واقف امامه.
رفع رأسه فتفاجأ بذلك الجمال،
باتريك: ما هذا يا الهي اللعنه هل انا احلم لولا اني رأيته الان لما صدقت انه قد يوجد احد علي هذا الكوكب بهذه الفتنه، انه حقا جميل كالعنه
عندما رفع باتريك عينيه الي اعلي رأي شاب تقريبا في نفس عمره ابيض البشره اكثر من ثلج جبال الهيمالايا حقا، طويل القامه اكثر طولا منه بقليل، ليس صاحب بنية عضليه لكن جسمه حقا ممشوق،و يمتلك ايضا بينش عريض، كان يرتدي بنطالا جينز و معطف ازرق داكن، انه رائع حتي في اختيار ملابسه
ظل باتريك محدقا فيه بضع ثواني حتي تمالك نفسه و لاحظ حجم الحرج الذي وضع نفسه فيه
الشاب الذي رأه للتو: مرحبا انا ادعي فاليريو انا جديد هنا في المدرسه وهذا اول يوم لي هل من الممكن ان ترشدني الي مكان الصف الثالث العلمي
تفاجأ باتريك بشعور غريب في صدره لم ينتاله منذ فتره اهو حقا سعيد؟ انه كذلك فهو لن يستطيع ان ينكر ذلك
باتريك: ما هذا الشعور هناك خطب ما! ايعقل انني سعيد بمجرد انه معي في نفس الصف لا لا هذا لا يعقل اظن انه شعور عادي
فاليريو بإبتسامه: هل ماذلت هنا اين انت شارد؟ اوه يالا وقاحتي نسيت ان اسألك عن اسمك ما اسمك؟!
باتريك: انا ادعي باتريك
فاليريو: واو رائع احببت الاسم، هل من الممكن ان نذهب الان فأنا لا اريد ان تفوتني حصه
باتريك: نعم حسنا فالنذهب
وقف باتريك و سار مع ذالك الشاب الجديد وفضل كل منهما عدم الكلام، حتي وصلا الي الصف و دخلا معا.
فاليريو: اذن اين تجلس انت فكما تري لم اتعرف علي احد غيرك اليوم و للعلم انا لا اجيد التعرف علي الاخرين و تكوين الصداقات
قالها فاليريو ضاحكا مما جعل الاخر يبتسم للطافته
باتريك: انا ايضا لا اجيد تكوين الصداقات ولا التعرف علي اصدقاء جدد
فاليريو: و كيف تعرفت علي اذن
باتريك: انا فقك ساعدتك فأن لم تكن تحتاج للمساعده للوصول الي الصف لما كنت تحدثت معك حتي
فاليريو: اوه انا اسف اظن اني ازعجتك.
شعر باتريك بأنه احرج فاليريو فقرر ان يصلح الموقف.
باتريك: لا لا لم اقصد ذلك انا فقط اعني
فاليريو: لا عليك بم يحدث شئ، اذن فالنجلس اين مقعدك؟
باتريك: انه هناك بجوار النفاذه
فاليريو: اذن هيا بني
ذهب الاثنان معا ليجلسا و باتريك كله حيره من ذلك الغريب كيف ظهر و كيف يتصرف بعفويه كثيرة انه لا يجد تفسير لتلك الاسئله، لكنه يعرف شئ واحد و متاكد منه هو ان ذلك الشخص يشعره بشعور جيد،
قاطع شرود باتريك بدخول مدرس الكمياءالاستاذ: صباح الخير والسعادة طلابي اليوم سنشرح درس جديدا من منهجنا وهو الاتزان الكميائي!
بدا الاستاذ بالشرح،وفي وسط المحاضره لاحظ فاليريو شرود باتريك
فاليريو: لا اعلم ما خطبه انه كثير الشرود، انه يترك المعلم يلقي المحاضره و يشرد عنها هكذا هذا غريب بعض الشئ فمظهره لا يدل علي انه من الطلبه الفاشلين وحتي مع ذلك فما هذا الملاك الجالس امامي لا يسعني وصفه حتي لقد اسرني بلون عينيه الاخضر الداكن هذا اشعر وكأنهما مَرجا حشائش من حشائش السفانا وكأن الطبيعه الام صبت كل خضرتها في عينيه لتحافظ عليها في تلك الجميلتين. لا يسعني ان اتجاوز حدودي معه اكثر من ذلك فأنا حتي لا امتلك الجرأة.
صدر صوت جرس المدرسه معلنا معاد الاستراحه، خرج الطلاب من الفصل و توجهوا اللي فناء المدرسه
وقف فاليريو و تجهز للنزول لكنه رأي ان باتريك جالس مكانه فسأله الن تنزل الي اسفل للأستمتاع بالاستراحه
نظر له باتريك وهو يبدو عليه الارهاق الشديد: لا لا اريد سأظل انا هنا اذهب انت
فاليريو: كما تشاء
خرج فاليريو من الفصل ثم انفجر باتريك بالبكاء
باتريك: انا يشبهه انه نسخة منه لا استطيع التحمل اني اراه في كل مكان ماهذا يا الهي قلبي ما عاد يحتمل كم ذلك الالم، كل ما اتمناه هو الموت فقط
ظل باتريك يبكي حتي انتهت استراحة الغداء و صعد الطلاب الي الفصل كان قد نشف دموعه و كأن شئ لم يكن، اكمل باتريك باقي يومه الدراسي من بين حصص الاحياء و الانجليزي و باقي المواد حتي انتهي اليوم و عاد الي المنزل.
.
.
.
.
.
.
.
_________________________________𝑷𝒂𝒕𝒓𝒊𝒒 ✍🏻✨
أنت تقرأ
مُتَيَّمٌ بِكَ "𝑬𝒏𝒂𝒓𝒎𝒐𝒓𝒆𝒅 𝒐𝒇 𝒚𝒐𝒖"
Romanceلتجد ما تبحث عنه تأكد بأنك ستمر بأسوأ مما تتخيل ✨