|4|جحيم العالم

929 56 9
                                    


جحيم من عذاب...

"عذابكم من صناعتكم استعدوا"...

_______☆___________☆______________☆_____

واقفت ازمير تحت مرشة الاستحمام ترقب انسياب الماء الذي اختلط بالدماء العالقة على شعرها و ثنايا جسدها دماء ضحايها تزيلها لعلها تمحي خطاياها و ذنوبها مثلما تفعل بدمائهم

واجهتها كامرأة قوية ناضجة ليس فعلاً بدأت تنهار عندما ارتفعت صوت شهقاتها بين جدران الحمام يحتضن أحزانها داخله كئابتها ألمها يخفي حقيقتها حيث ستخرج من هنا مختلفة عن المرأة المهزومة التي كانت موجودة

وضعت كفيها على جانبي وجهها تشعر بدموعها الساخنة تحرق وجنتيها قبل أن تأخذها الماء معها تبتلعها كما لو أنها لم توجد من قبل لطالما قالت إن دموعها غالية لا تنزل بسهولة لكنها مدركة بداخلها أن تلك كانت مجرد كذبة نبست بها غير كذبتها الأخر
التي لا تستطيع أن تحزر رقمها لأنها عديدة، بكت كأنها بإخراج دموعها ساتمحي ألماها و أحزانها معاناتها ستتخلص من ذكرياتها التي مازالت تراودها في كوابيسها ذكرياتها التي تسرد الآن داخل عقلها الأصوات التي مازالت تلاحقها كطيف ماضيها تسرد معاناتها مرة أخرى دون توقف

كل شيء بها كذبة كبيرة لن تمحى مع مرور الوقت من الخارج كانت أميرة إسبانيا اللطيفة الابنة الصغرى للعائلة الحاكمة التي لا تستطيع حتى إيذاء نملة فما أدراك بأن تحمل سلاح الأشخاص رأوا واجهتها لم يشاهدو داخلها المشوه لا يعرفون أن اميرتهم التي في نظرهم مدللة ابتلعها الظلام كتب مصيرها قبل ولادتها

أنها تدفع أخطاء و تتحمل ذنوب غيرها فقدنها لبراءتها محاولة إغتيالها المستمرة المتاجرة بها كسلعة اختطافها من المستشفى بعد ولادتها معاناتها مع مختلين عقليين نادتهم بالعائلة حتى انتهى الأمر ترى دمائهم تلطخ أناملها الصغيرة انامل فتاة في السادسة و فستانها الأبيض الطويل مثل خاصت الراهبات ملطخ بدمائهم تحتضن دبها المحشو إلى حضنه و تفلت المطرقة التي هشمت بها جماجمهم

و نظراتها التي اكتساحها الرعب رعب لايخص طفلة في السادسة أعيونها غارقة بالدموع التي لم تذرف جفنيها منتفخة بحمرار خفيف من بكائها ليالي عديدة جائعة أو تعاني من عدة كسور لأن والدها الغير حقيقي دخل في نوبة غاضب و كسر يدها وهي بالسادسة مثلما فعل بطفولتها خارجت حينها بخطوات بطيئة خائفة من المنزل الذي عانت داخله دون أن يسمع أحد نداءها طلبا للرحمة ...

خرجت فارغة من الداخل فقط خدوش روحها القديمة هو ماتبقى من طفلة عانت دون أن تملك من يحتضنها أصبحت مثل زجاج تم كسره لعدة شظايا مجهولة الحقيقة، هربت من هناك لعل الحياة ترحمها.... لكن هل الحياة ترحم أولئك الذين دمرتهم الحياة ؟....هل هي تصلح ما كسرت؟... هل الأشياء المكسورة قابلة للتصليح ؟

روح في بحر الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن