نعم تغيّرنا كثيراً

1 1 0
                                    


-
كل المشاهد والقصص الواردة عن إخواننا في فلسطين ، لاتؤكد إلا حقيقة أنهم أكثر الناس ثباتًا وتسليمًا بأقدار اللّٰه وأوبةً إليه في هذا الإبتلاء العظيم ، سبحان اللّٰه .. من عظمة أمة محمد أنه لايوجد أمة أشد تمسكًا بدينها منها خاصة في المحن والمصائب والنكبات هذا الدين عجيب على قدر مايغرس فيك من عزة وقوة وصلابة علىٰ قدر مايرقق قلبك ويسكن نفسك ، لايدرك حقيقة نفسه وعظمة من يعبد مثل المسلم ، كلما ابتُلي علق قلبه بخالقه ، ووضع نقصه وكسره وعجزه وحيرته وبؤسه على عتبة بابه؛ ثقة في رحمته وعونه وجبره ومدده💙🌸.

أوجع رسالتين على مر تاريخ السقوط ، هما:

رسالة طفل جريح، خاطب أمه
  قبل أن يسلم روحه لبارئها، بقوله :

"سوف أخبر الله بكل شيئ.."..

ورسالة امرأة من غ ـزة، سألوها، أن توجه كلمة للأمة العربية، فقالت غير مستثنية أحدا، سوف أوجه رسالتي لرسول الله ﷺ، لتردد مترجية شفيع الأمة:

يا رسول الله، لا تشفع لهم، لقد خذلونا ..

بعبارة واضحة المعنى والمبنى:
سيقف لنا الطفل المبتور وتلك الحرة المفجوعة على الصراط المستقيم :
جهزوا أنفسكم...فعلى باب الصراط، طفل أخبر ربه بكل شيئ ،وحرة رجت نبيها أن لا يشفع لـ أحد خذلنا ..

لا حول ولا قوة إلا بالله.🥹

نعم تغيّرنا كثيراً : حين رأيناهم يستبيحون أدمعنا و يتراقصون على أنقاض خيباتنا ، و يرتشفون كؤوس خذلاننا بابتسامة ساخرة ... نعم تغيرنا كثيراً : حين استَنشَقنا على ثيابهم رائحة الغدر و الخيانة ، حين وجدناهم يراهنون الزمن على كسرِنا حين وجدنا في حبهم تعاسة و حزناً تشيب به طفولة أرواحنا اليانعة ... نعم تغيرنا كثيراً : حين شعرنا أنّ قلوبنا تفطّرَت خطواتها على رفوف الإنتظار و لم يُبالوا أبداً بنا ... نعم تغيرنا و لسنا نادمين ... كنا و كانوا وانتهَينا و تلاشى الحنين..!!

ستُدرك لاحقاً معنى " إن ربك بالمرصاد "

مَن زرع بك ألماً سيتألم، ومن كان سبباً في أذيّتك سيتأذى، ومن هانت عليه أوجاعك ستهون كل مشاعره، الصفعة ستُرد، والمحنة ستمُر، وروحك ستُزهر، وستنطفىء روح من أطفأك إن الله لا ينسى 🦋...

#صباح-الخير-من-غزة-العزة ✌️..



إنما الرِّفاق أوطان ما كان عثمان بن عفان ينساها لرسول الله صلى الله عليه وسلم  يوم تخلّف عثمان عن بيعة الرضوان، فيضع النبي يده الأخرى قائلًا : وهذه يد عثمان ، وما كان كعب بن مالك ينساها لطلحة يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته فلم يقمْ إليه أحدٌ من المهاجرين إلا طلحةَ قام فاحتضنه، وآواه بعد غياب، واقتسم معه فرحته ، وما كانت عائشة تنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك، وظلت تبكي معها دون أن تتكلم وذهبت ، وما كان أبو ذر ينساها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تأخر عن الجيش، فلما حطّ القوم رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيد، أحسن النبي الظن بأبي ذر أنه لن يتخلف ، فتمنى لو كان الشبح له وظَلّ يقول : كن أبا ذر ، فكان ، يا رفيق إنما الرفاق للرفاق أوطان، يقيلون العثرات، و يغفِرون الزلّات، يوسعونهم ضمًا ويغدقون عليهم الحنان، يحلُّون محلَّهم إذا تغيّبوا، ويُحسِنون بهم الظُّنون ، والبر لا يبلى، والنفوسُ تحب الإحسان، والله من قبلُ يُحب المحسنين💙🌸.

🇸🇩أرض فلسطين🇸🇩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن