الصفحة الرابعة.

119 17 1
                                    

السواد هو حتماً لون مثير للاهتمام
لن يفهم الجميع ذلك بحكم أنه لون مظلم وربما يدعو للكئابة في نظرهم.
لكن لا ،ليس حقا
هو رائع ومبهم
أعني، بالنظر في عيناه الآن والبريق الذي يسكُنها
يجعلني أود الاستكشاف،
استكشاف ما وراء ذاك السواد القاتم
حتى لو كان مظلماً بالكامل لن يهم
ربما سيُنير ذاك البريق طريقي.

خطوت للخلف بشكل هادئ أقطع تواصل أعيننا
و سكِن كلانا لفترة وجيزة.

سأكذب إن قلت أنني لا أشعر بالغرابة
التٌواجد في منزل شخص غريب عني،
شخص غريب اعتنى بي ليومين متتاليينِ
شخص غريب أحادثه وبادلته النٌظر والابتسام
الأمر برُمته غريب ومريب.

أنا لم أعتد التٌواجد حول أحد
لم أعتد أن يعتنيَ بي أحد
اعتدت نفسي فقط.

"لقد أعددت الطعام "
سمعته يقول بعد فترة من الصمت المُحرج بيننا
و أومئت أتبعه حين خرج يمشي بهدوء

تجولت بأنظاري بينما ننزل على الدٌرج على أنحاء منزله لم يكن كبيراً ولا صغيراً ،لكنه رائع ومتناسق
حتى الدرج كان مذهلاً!
هل هو ابن لإحدى العائلات المرموقة؟
ابتسمت باستخفاف حين داهمني ذاك السٌؤال في عقلي
منزل عائلتي مذهل وفخم أيضاً أجل هو أكبر بكثير من هذا ،لكنٌه يجلب المرض، هل هو من أولئك الأشخاص المُزيفون أيضاً؟

وصلنا حيث المطبخ،
وهو كبير حقاً بالنسبة لمنزل لا بأس به 
كَغرفته ونوافذه تماماً
زممت شفتاي وخمنت أنه ربما يحب الأماكن الواسعة.

رمشت بتفاجئ حين استدار بغتة يشير لي ناحية الكرسيٌ حول المائدة
وابتسم يتجه داخل المطبخ لينقل الصحون.

و بعد تفكيرٍ عميق حول هل أساعده أم لا
انتهى بي المطاف بالجلوس بسرعة حين رأيته يستدير ومعه صَحنين.

يا لك من أحمق تايهيونغ!
هو حتماً قد رآني أجلس بشكل فوضويٌ
وتلك الابتسامة اللعينة فوق شفتاه تُوضح ذلك.

"خد راحتك"
قال يضع الصحون مبتسماً ليتجه ليجلب الباقي.

"أتُحب أن تشرب عصيراً؟"
أتاني صوته العالي من الداخل لألتفت
أراه واقفاً يستند على رفٌ المطبخ بينما يحرك شعره بإحدى يداه ،هل هي عادة؟

نفيت برأسي أشابك يداي على الطاولة و أومَأ هو يتجه ناحيتي وكأس ماء يتواجد حول أصابعه.
وضعه هو الآخر فوق الطاولة و جرٌ كرسيه يجلس مقابلا لي.

"لقد نسيت أن أسألك في الأعلى ألاَ بأس معك بأي شيء لتناوله، لذا فكرت في إعداد شرائح اللحم وحساء خضار"
ابتسم ليكمل
"أعني في حالة كنت نباتياً أو العكس؟"

حِبر و حُب |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن