الصفحة الحادية عشر.

79 9 3
                                    

هل أستطيع المَبيت الليلة أيضاً؟"
سألت تزامنًا مع انتهائي من العزف، رغم علمي بأن سؤالي تافه لتكراره في كلّ مرة، وأنني أعلم الإجابة بالفعل فأنا لا أفعل شيئًا منذ عشرون يوما سِوى المكوث طيلة اليوم في بيتِه والعزف ،وهو لا يمانع حقًا.

أو ربما سألت في محاولة كسر الصّمت الذي بات مملاً بالنسبة لي، أنا الذي كنتُ لا أهوى سواه.

"تستطيع مجددًا،
يا تايهيونغ"
نظرت إلى ظهره الذي يقابِلني ورأيته يُطفئ السيجارة التي كان يدخنها على إطار النافذة.

كان صامتًا طيلة اليوم حقًا ،وكنتُ كذلك.

لم أحبّذ سؤاله عما يشغل تفكيره، فهو كثيرُ الصمت هذه الأيّام وأنا كثير العزف.

لقد قام بتعليمي العزف ولم يكن يمزح بذاك الشأن كما قالَ، وأنا سعيد قليلاً بتقدُمي وبأنني أمارس هواية جديدة بفضلِه.

لكنني لازلت يائسًا بشكل مثير للشفقة،
لا يزال القلق يُساورني من ما قد يفعله والدي الذي باتَ هدوئه هو الآخر مخيفًا ،لا يزال الخوف من فُقداني لشغف كتاباتي يُؤرقني.

لكن وبشكل ما أيضًا أنا مرتاح بداخلي رغم كل شيء، رغم كل ذلك الضّجيج الذي يُحدثه العالم وراء جدران هذا المنزل الدافِئ ،أنا مرتاح.

فجونغكوك يُحيي دواخلي ،يُحييها ،تلك الحياة التي لم أكن أعلم ما طُعمها حتى قابلته.
جونغكوك أشعرني بالطمأنِبنة التي كانت نفسي تُحرمني منها.

جونغكوك جعلني أودّ ولأول مرة أن أضم شخصًا حد الاختناق.

ابتسمت فتلك الفكرة لوحدها تُدفئني، أن أضمّه وأستشعر كل جزء فيه ،أن أشعر بدفئِه كله؟ آه كم سيكون شعور الموت مريحًا إن انتهيت ها هناك؟ في صَدره؟

"من المُريح رؤيتَك تبتسم"
قاطع صوت أفكاري المليئة بهِ صوتَه الهادئ، وعلمت للمرة التي لا تُعد ولا تُحصى، أن حتى صوته يجيد أن يريحَني ويريحَ عقلي المشوّش.

نظرت له وابتسم لي ،رغم تلاشي ابتسامَتي
وتسائلت ما الشّيء الصحيح الذي افتعلتُه بحياتي المليئة بالسُوء لأجازى برؤيتي لابتسامة متوهِجة كتلك؟

"ومن المُريح سماع صوتك"
ضحك بخفوت حين نبستُ بما خالجَني طيلة هذه الفترة واقترب حيث لازلْت أجلس أمام البيانو ليجلِس إلى جانبي.

"آسف ،إن أشعرتُك بعدم الراحة بسبب صَمتي"
نظر في عيناي يقول ،ولم أستطع أن لا أبادِله التحديق العميق هذه المرة ،حتى لو كان ذاك النّبض المزعج يحثني على الإبتعاد.

حِبر و حُب |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن