استقام ذلك الرَجُل ذو البشرة الحنطية مِن مضجعه ثُم اتجه لغرفة ابنه، فتح الرجل الغرفة ثم ناظره ابنه بنظرة بريئة قائلًا: «ماذا هناك يا أبي؟»رَمقه والده بنظره وجدها الطِفل غريبة، ثم تحدث الوَالد: «فلتتجهز الآن، سننتقل من القَصر»
كَاد الأب أن يستدير ويغلق الباب ليخرج لكنه تفاجأ بيد ابنه التي احتضنت ركبته قائلًا: «أبي رجاءً لا..لا أريد ترك القصر، لا أريد ترك عُمر وعائشة، هم الوحيدون الذين يلعبون معِي..رجاءً أبي لا أريد..»
أبعد الأب ابنه بركلة من قدمه ثم صاح به: «ألم أخبرك ألف مَرة أن عمر وعائشة يكرهونك؟؟ الجميع هنا يكرهونك! ألم ترَ! اختار الشعب أباهم فورًا بعد وفاة الملك! ألا ترى أن حتى عائلتك غير مرغوبٍ بها! لقد تم طردنا!»
قال الأب كلماته ثم استدار يفكر بينما كان ابنه يبكي وهو ملقىٰ أرضًا ، أخذت الأفكار تأتي وتذهب، عليه فِعل شيء لن يُطرد من الحكم هكذا، هو الأكبر بينهم! كيف لهم أن يفعلوا هذا به؟؟ عليه أخذ حقه كاملًا ولو استغرق ذلك سنوات!
بَعد خروج الأب دَخلت الخادمة لتساعد الابن في تجهيز أمتعته، كان الفتى يجلس القرفصاء ينظر للخادمة وهي تضع ألعابه وملابسه.
استقام ثم ذهب إليها ببطء وقال بصوت متقطع أثر البكاء: «أريد..أريد كتابة خِطاب لعائشة وعمر..»
أومأت الخادمة ثم جلست بعدما أخذت ورقة وقلم الحبر ثم قالت: «فلتقل ما تريد كتابته»
تجمعت الدموع بأعيُن الفتى ثم حَبس أنفاسه محاولًا أن يكتم بكاءه وأردف: «إلى عمر وعائشة..أنا أشكركم على لعبكم معي..لا أعلم إن كنت سأراكم ثانيةً..لكنني أتمنى..لا أعلم إلى أين سأذهب أيضًا..لكنني أتمنى أن نتمكن من لعب الغمضية مرةً أخرى نحن الثلاثة..هذا أنا..إلياس»
بعدما قال إلياس اسمه انفجر بالبكاء ثم جلس القرفصاء محاولًا احتضان نفسه بنفسه، طبقت الخادمة الورقة ثم ربتت عليه وأخذت تواسيه..ثم أخبرته أن عائلته تنتظره بالأسفل.
بعدما نزل إلياس نظر نظرةً مليئة بالحُزن إلى القصر الذي أواه لِسبع سنين، نظر إلى نافذة غرفة عائشة ثم نافذة غرفة عمر كأنه يودعهم، ثم سار مع عائلته تحت السماء المظلمة التي تزينها النجوم.
أنت تقرأ
قصور رمادية
Fantasíaفي القَرن العاشِر، حيثُ عاش البشر في مملكةً إسلامية قولًا وفِعلًا، وبعد وفاة ملِك هذه المملكة؛ تسلل الشيطان ومكث بأفكاره بين الأخوة، فرقهم وجعل الحقد يتملكهم، فكيف ستكون نهاية هذا الصِراع إن توغل أبناؤهم به؟