فِي عالمٍ تحكمه الممالك والملوك، حيثُ يلتهم القويّ الضعيف، في عالمٍ بلا رحمة يعتمد على القوة والجبروت.
يحكم العالم أربع ممالك كُبرىٰ، يظهرون تحالفهم وقت المَصالح، ويظهر الوجه الآخر عند الأزمات.
مملكة ريان التي تحكم شمال قارة أفريقيا، وجزء من شمال قارة آسيا المُجاور، والتي اتُخِذَ اسمها من مساحاتها الخضراء.
مملكة فيفاء التي تتقابل حدودها مع حدود مملكة ريان، إذ إن لها جزءًا كبيرًا جنوب قارة أفريقيا، وقد سُميت بهذا نسبةً للصحراء التي تُحيطها.
مملكة أُزْر التي تحكم شمال أوروبا مع جزء من شمال آسيا والتي اتخذ اسمها نسبةً لقوتها وقوة جيشها.
وأخيرًا، مملكة خُبر، والتي تحكم منتصف آسيا من الشرق إلى الغرب والتي اتخذ اسمها نسبةً للجد الأكبر المؤسس لتلك المملكة.
أما المناطق المتبقية فَلا تخضع لِحكم إحدى الممالك، فإما أنها مُجرد صحراء أو ولايات مُتفرقة لا يرغبون بِضمها لصفوفهم، رغم أنهم إن أرادوا ذلك سيفعلون؛ وما يَمنعهم عن ذلك هو سببٌ واحد وَحيد ألا وهو نظرتهم إلىٰ هذه المناطق كشيءٍ لا يستحق بَذل الجهد بل يركزون جهدهم للاستحوَاذ علىٰ المناطق التابعة لحكم الممالك الأخرى! هم هكذا، وهذا الفِكر الذي يحركهم.
في عاصِمة المملَكة ريان؛ تنظر للناس تراهم نائمين بطمأنينة ينعمون بسلامٍ يجعل مِن بعضهم مرتاحًا لدرجة ترك نافذة بيته مفتوحة أثناء النوم.
وفي منتصف هذا المكان المُسالم وتحديدًا في قصر كبير قد يبدو مجموعةً من القصور المُترابطة للوهلةِ الأولى، حيث يَطغى عليه اللون الأبيض من الخارج ، ويحتوى على نقُوش إسلامية تَسُر الأنظار تُضِيئها السمَاء المُحتفظة بلونها الليلِي ونجومها التي تُزينها، فتحت تِلك الشابة نافذة غرفتها تزامنًا مع صَوت المؤذن لصلاة الفجر.
أطلت برأسِها من السِتار الذي يَحفظ غُرفتها من أنظَار البشر لتتمكن من النظر إلى السماء بحرية تَنعم بها ليلًا فقط.
تنفست الصعدَاء ثم أرجعت خُصلات شعرها للخلف، لا توجد مبانِ عالية حول القصر، ولا يمر البشر عادةً من هنا، لكن الستار موجود بسبب الحديقة التي بالأسفل والتي قد يجتمع فيها الرجال ، لِذا؛ إنه بمثابة حِفظ لها.
سَمعت الشابة صَوت طرق على الباب، أدخلت رأسها وأنزلت السِتار ثم أعطت الإذن بالدخول.
دَخلت الخادمة وقالت:
«آنستي، والدتكِ تنتظركِ في غرفة الصلاة»
أومأت الشابة ثم خرجت الخادمة.تَجهزت وارتدت ملابس الصلاة ثم خرجت مُتجهة إلى غرفة الصلاة.
طَرقت الباب ثَلاث طرقات ثم دخلت لوالدتها التي ابتسمت فورما رأتها وقالت:
«هيا يا عائشة كَي نصلي الفجر معًا»
أنت تقرأ
قصور رمادية
Fantasíaفي القَرن العاشِر، حيثُ عاش البشر في مملكةً إسلامية قولًا وفِعلًا، وبعد وفاة ملِك هذه المملكة؛ تسلل الشيطان ومكث بأفكاره بين الأخوة، فرقهم وجعل الحقد يتملكهم، فكيف ستكون نهاية هذا الصِراع إن توغل أبناؤهم به؟