رجعت أديم إلى داخل المنزل، حيث استقبلتها نظرات الأهل بفضول، بينما أبو زيد عاد إلى المجلس، وقد بدا عليه بعض الهدوء بعد حديثه مع ابنته.
عاد أبو زيد إلى المجلس، حيث كان أولاده وعائلاتهم يجلسون حول النار، والجو مشحون بالتوتر. دخل أبو زيد وقد بدا عليه الغضب، وأعلن بلهجة حازمة:
"أنا قررت، وأديم راح تكمل دراستها في المدينة. أنا وافقت على طلبها، وراح ندعمها."
فجأة، انفجرت ردود الفعل في المجلس. صرخ رعد، وهو متمسك بالتقاليد:
"وش تقولي يا أبو زيد؟ يعني تترك بنتك تروح للمدينة وحدها؟ هذا مخالف للعادات والتقاليد! كيف تتركها تواجه المشاكل هناك؟"
طارق، الذي كان مزيجاً من القلق والغضب، قال بصوت مرتفع:
"يعني، بنخليها تروح وتواجه كل المصاعب هناك؟ إيش التفكير هذا؟ لازم نكون حذرين، لو كان فيه حاجة، لازم نبحث عن بدائل."
أم زيد، التي كانت تجلس على طرف المجلس، بدت عليها علامات القلق العميق، ورفعت يدها على وجهها، قائلة:
"يا أبو زيد، كيف تقدر تترك بنتك هناك؟ لو صارت لها مشكلة، من يتحمل المسؤولية؟ أنا خايفة عليها."
ميثى، التي حاولت أن تكون ناصحة ولكن بصوت حاد، قالت:
"أديم، المدينة مو مثل هنا. أنا أقولك، خلي أباك يراجع قراره. في مشاكل هناك، وأنتِ ما تعرفينها. تروحين، لكن خلك أقرب لعائلتك."
أما أصايل، التي كانت أكثر استفزازاً، فتحدثت بسخرية لاذعة:
"ها، جايين ونقولك المدينة راح تغيرك. تظنين كل شيء هناك سهل؟ راح تعانين وتندمين على القرار. الحياة هناك مو مثل ما تتخيلي."
غزل، التي كانت تدعم أديم بكل قوتها، قامت من مكانها وتوجهت نحوها. احتضنتها وقالت بفرح:
"مبروك يا أديم! أنا دايمًا كنت أؤمن بقدرتك. شكراً لعمّنا أبو زيد على دعمه. أنا متأكدة إنك راح تحققين كل أحلامك."
أديم، وهي تشعر بالفخر والسعادة، شكرت ابوها وابتسمت لغزل. قالت:
"شكراً، غزل. دعمك يعني لي الكثير. وأبشركم، أنا راح أكون عند حسن الظن."
أبو زيد، الذي كان يشعر بالضغط من كل الجهات، قرر أن ينهى النقاش، وصاح بصوت عالٍ:
"كفى! أنا قررت، وقراري نهائي. لازم نثق في قدرة أديم ونشجعها. إذا صار أي شي، نواجهه كعائلة."
الجميع كان في حالة من الفوضى، بينما أديم شعرت بالشعور بالانتصار والراحة بعد أن حصلت على دعم والدها. النقاش استمر في المجلس، وكان يشهد مزيجاً من القلق والغضب والاستفزاز.
------------
في قلب المدينة الكبيرة، حيث تلتقي الصحراء بالحضارة، كان سعود، الضابط البارز والمخلص في عمله، يجلس في مكتبه بالمركز. بجانبه، كان خالد، رفيق دربه وصديقه الوفي، يراجعان الأدلة والوثائق المبعثرة على الطاولة.
YOU ARE READING
أذاعه منتصف الليل
Mystery / Thriller"إذاعة منتصف الليل" تبدأ مع أديم، البنت اللي تحدت كل العادات في ديرتها النجدية لما طلبت من أبوها يوافق تدرس في المدينة. لما وافق، إخوانها اشتعلوا غضب وحاولوا يمنعونها بأي طريقة. بعد خيانة موجعة، تهرب أديم في ظلام الليل، منهارة عند محطة مهجورة. هنا...