الأحجار الكريمة:
من علق تميمة واعتقد أن لها التأثير المطلق، وأنها تنفع وتضر وتعيد توازن الجسم والاستشفاء بها من دون الله جل في علاه، فقد كفر كفراً أكبر، وهو الشرك المراد به في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك).
فلو وضع المرء الحظاظة أو الحذوة لدفع العين، وقدر الله أنه دفع العين، ففي المرة الأولى سيقول: هي السبب، لكن في المرات الأخرى إذا أراد الله أن يختبره، بحيث أنه كلما وضع الحذوة لدفع العين، وكلما أنزلها أصيب بالعين، فإنه سيعتقد في الحذوة ويقول: هي التي تؤثر، وهي التي تدفع العين، فصارت عند ذلك ذريعة للشرك الأكبر.
--------فصاحب التميمة اتخذ سبباً لم يشرعه الله جل في علاه، فنزل تحت قول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:٢١]
وقال الله تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف:٥٤]
فالتشريع والأسباب والمسببات كلها في يد الله جل في علاه، فإذا شرع الإنسان سبباً لم يشرعه الله فكأنه أشرك بقول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:٢١] فهذا من الأثر.
--------وهو مكذب لله جل في علاه، قال الله عز وجل:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام:١٧].
--------أي: شرك أكبر، ويدل على ذلك أدلة كثيرة منها: القاعدة: من اعتقد في غير الله ما لا يعتقد إلا في الله فقد كفر وأشرك؛ لأنه أنزل المخلوق منزلة الخالق؛ فهو مكذب لله عز وجل القائل: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:٦٥].
--------الله هو الذي يكشف الضر، وهو الذي يجلب النفع ، فيقول المؤمن: يا رب اشفني، يا رب أعني، يا رب أصلح قلبي وعملي، تدعو ربك بذلك؛ لقوله سبحانه: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾سورة غافر"60"
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾البقرة-186
قال رسول اللهﷺ من علق تميمة فقد أشرك