«لن تتمكن أبدًا من معرفة ما إن كنت تنصت للبطل أم الشرير..
فالقصة تتشكل وفقًا لمن يرويها أولاً».
__________________________________
إذا كنت تخطط للتجول داخل قلعة يوما ما تأكد من شيئين ؛ أولا من أن الجميع منشغلون بإنجاز أعمالهم كي تحظى أنت بحرية التنقل بين الغرف بأريحية، وثانيا تأكد من أنك بارع في التسلل والهرب في حال ضُبطت متلبسا أثناء تنصتك على أحد ما.وأن الأرضية ليست بخشب الكرز بل بخشب القيقب كي لا تصدر صوتا فاضحًا، وحذاؤك من غير كعب وخفيف يساعد على الهرب، أصبحوا أربعة الآن !!
حسنا تأكد من حفظ أربعة أشياء أساسية إذا وقم بتدوينها على الهامش لأنك إن لم تفعل سينتهي بك المطاف محاصرًا في ركن مظلم تحمل حذائك قرب صدرك تلهث لتستجمع أنفاسك بسرعة في أجزاء من الثانية كي تكتمها مجددا دون أن تصدر صوتًا تنظر إلى ظل شخص ما يتجه ناحية الباب، يتجه صوبك.
تأكد من حفظ أربعة نقاط مهمة كي لا توضع في موقف ينقسم فيه تفكيرك إلى شطرين، شطر يفكر في الحديث الكارثي الذي سمعه، وشطر آخر يحاول وضع خطة للهروب قبل أن يُكشف.
كي لا ينتهي بك المطاف عالقا في طريق مسدود كهيتايرا.
لنضغط مرتين متتالتين ونعود للخلف قليلا، ليس عند نزعها لحذائها خلال فرارها ولا حتى هذا وهي تسترق السمع على شخص ما في غرفة في الطابق الثاني، ولا وهي تسير في الرواق وحدها بتلك الثقة الطاغية التي حتما لم تكن موجودة بعد دقائق، بل سنعود قليلا بعد، قبل خمس ساعات ونصف..
حيث لا اِسم للوقت، أين يبدأ الليل بالانحسار ولا يعلن النهار قدومه الكامل بعد، عندما يمر العالم بمرحلة انتقالية فتندمج بقايا الليلة الماضية مع أول نسمات الصباح الجديد فتكتسي السماء بألوان متدرجة من الأزرق الداكن والرمادي..
نعود بالوقت ساعات قليلة ونخرج من الأماكن المغلقة بالسقف، نتحرر بعيدا عن الجدران حيث الشمس بالكاد يظهر منها شريط رفيع قرب الأفق مغطاة بلمسات ضبابية تُلقي بأشعتها الأولى على كل شيء يقع أمامها..
تُلقي ضوءًا ليس بساطع بعد يمزج بين النور والعتمة فتبدو الأشياء من حولنا مخفية الملامح غير واضحة تماما، ضوء يرسم حدود الأشجار البعيدة في الغابة كظلال..
هدوء يغلف المكان وهواء بارد نقي يحمل معه نسمات منعشة مشبعة برائحة الأرض الرطبة من ندى الليل، وكأن الطبيعة تأخذ نفسا عميقا قبل أن ينتهي يوم ويفتتح آخر.

أنت تقرأ
Protagonist | بطل الرواية
Romansلم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخصياتها و حبكتها الرومنسية أو التراجيدية ، كل واحد منا بطل روايته الخاصة. لكنني وحدي التي لم تكن بطلة...